تحولت قاعات الحفلات في موسم الأفراح إلى كابوس يقلق راحة المقبلين على الزواج، نتيجة لاستبداد أصحابها بشكل يثير الكثير من المشاكل، ويضطر العائلات إلى تأجيل وحتى إلغاء أفراحهم، فالكثير من قضايا الطلاق قبل البناء حدثت بسبب سوء تفاهم من هذا النوع. يحل موسم الصيف وتحل معه الأفراح والمناسبات السعيدة، لتصبح قاعات الحفلات قبلة العديد من العائلات التي تفضل إقامة الحفلات بها، ونظرا لازدياد الطلب عليها أصبح أصحاب القاعات يبالغون في الأسعار ويتلاعبون حتى في تواريخ كرائها لحساب من يدفع أكثر، وهو ما وضع الكثير من العائلات في حرج، وبدد فرحة الكثير من المقبلين على الزواج، حيث تجاوز هذا الموضوع كل الحدود بعدما تحول إلى مشكل جدي أدى بالكثير من مشاريع الزواج إلى التأجيل، كما وضع حدا للكثير منها. تلاعب أصحاب القاعات يضع العرسان في مأزق اشتكي الكثير من الأشخاص الذين التقتهم “الفجر” من التلاعبات التي أصبحت تحدث بقاعات الحفلات، والتي تسبب الكثير من العراقيل التي تحول دون إتمام الزواج. وحول الموضوع يقول السيد جيلالي، المقبل على تزويج ولده: “اخترت قاعة حفلات ب10 ملايين سنتيم، وحجزتها بعربون لتاريخ 05 جويلية، لأتفاجأ بعد ذلك باتصال صاحب القاعة، وقبل الموعد بعشرين يوما ليخبرني أنه ألغى الحجز بداعي أنه حصل خطأ في المواعيد”، وهو ما جعل أهل العروس يتذمرون ويهددون بإيقاف مراسيم الزواج متهمين إياه بالتماطل وعدم المسؤولية. وهو نفس ما حدث مع أسماء، التي تأجل زفاها لثلاث مرات لنفس السبب، فهي مخطوبة منذ ثلاث سنوات ولم تتمكن بعد من الزواج، لأن أهل العريس مصرون على قاعة معينة.. وفي كل مرة يتأجل الموعد لأسباب مختلفة. هكذا وبعدما كان أصحاب القاعات يتحكمون في مواعيد الأعراس، أصبحوا يفصلون حتى في مستقبل العلاقة الزوجية واستمراريتها!. رجال تركوا زوجاتهم بسبب تأجيل موعد الزفاف كشفت الأستاذة بوطيش، محامية بمجلس قضاء بومرداس، أن مشكل قاعة الحفلات وتذبذب المواعيد أصبح من الأسباب التي تجعل المخطوبين ينفصلون قبل حفل الزواج، مضيفة أن هناك عشرات قضايا الطلاق قبل البناء التي وكلت فيها، كانت قاعات الحفلات من ضمن أسبابها. وعلى حد قولها، فإن الكثير من الرجال تخلوا عن زوجاتهم بسبب عدم التزامهن بموعد الزفاف الذي حدد من قبل، والذي بطبيعة الحال أجل بسبب تحضيرات العرس وقاعة الحفلات، وهو نفس ما جعل السيد كمال، 32 سنة، يطلق زوجته حنان، بعد ثماني سنوات من التعارف، فقط لأنها عجزت عن إيجاد قاعة حفلات في التاريخ الذي حدده للزواج، ونتيجة لتشبث كل منهما برأيه آلت علاقتها إلى الطلاق قبل البناء. نفس القصة عاشها أحمد، الذي حدد موعد زفافه في وقت قصير نتيجة لظروف عمله التي تطلبت منه السفر، ولأن أهل العروس لم يتوقعوا إقامة العرس في هذه الفترة ولم يحضروا أنفسهم، رفضوا إقامة العرس في ذلك التاريخ، وهو ما جعله يتخلى عن حلمه ويطلق زوجته. .. ونساء رفضن الزواج دون حفل فاخر في السياق، تضيف المحامية بوطيش أن تطلب الفتيات من أهم الأسباب التي أجلت وألغت بعض الاحتفالات بالزواج، وحسبها فقد شاع بين الفتيات المقبلات على الزواج فكرة العرس الفاخر والتباهي بين الناس بأحسن قاعة وأفضل خدمات، بل ذهب الأمر إلى أبعد من ذلك، بعدما أصبحت الكثيرات تعتبر شكل قاعة الحفلات مقياسا لمدى حب وتقدير أهل الزوج لها. حول الموضوع تقول فريدة، 28 سنة، “بعدما أصبح أغلب الناس تحجز بقاعة الحفلات لإقامة مناسبات العائلة، فأنا لن أقبل أن أتزوج دون حفل فاخر في قاعة الحفلات، وهذا ما جعلني أفسخ خطوبتي، لأنه قادر على ذلك، فهو بخيل ويريد أن يقيم حفل متواضع ليتجنب المصاريف”. نفس الأسباب جعلت مونية، 31 سنة، تقرر ترك خطيبها الذي - على حد تعبيرها - تنكر لكل الوعود التي قدمها لها بإقامة فاخر، بعدما طلب منها أن يكتفيا بعشاء للعائلة والمقربين دون عرس وزفة. لم يعد المهر وحده يحول دون زواج الشباب، فالماديات والمظاهر أخذت منحى آخر، بعدما أصبحت تخرب العلاقات بين العائلات، في ظل تساؤل الكثيرين عن ارتفاع نسبة العنوسة.. فيروز دباري