يشارك الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات الإفريقية والمغاربية، عبد القادر مساهل، ومجموعة من الخبراء الجزائريين، في منتدى اقتصاد المغرب العربي والاندماج المنعقد بولتون بارك بالمملكة المتحدة البريطانية، وهذا في مهمة تشاورية أكثر منها اقتصادية، بدليل غياب رجال الأعمال عن الندوة واكتفاء الجزائر بإيفاد وجوه إعلامية ومحللين للشأن الدولي لا أكثر، ما يوحي أن الندوة لن يترتب عنها إبرام أي عقود اقتصادية مثلما تتطلع إليه المملكة المتحدة. وحتى وأن كانت الندوة المنعقدة لأول مرة بلندن، تكتسي طابعا تشاوريا وغير مرتبطة بالأجندات كتوقيع اتفاقيات اقتصادية محددة، إلا أن تخصيص ثلاثة أيام كاملة للندوة المقررة حسب بيان السفارة البريطانية في الجزائر من يوم الأربعاء حتى الجمعة، يوحي بالاهتمام الذي توليه المملكة المتحدة البريطانية للمنطقة وخاصة الجزائر التي تعتبرها المفتاح الأساسي لاختراق السوق المغاربية التي تسيطر عليها الشركات الفرنسية بحكم العلاقات التاريخية والاستعمارية بالمنطقة. ونقل في هذا الصدد، بيان السفارة البريطانية، الاهتمام البريطاني على لسان سفيرها روبن روبير، أن تتمخض عن ندوة ولتون بارك نتائج مهمة، حيث نقل البيان تصريحه ”نحن نثمّن مشاركة السيد مساهل رفقة خبراء وجامعيين جزائريين في الندوة، وهو الأمر الذي سيمكن الطرفين من بحث فرص التعاون وتجاوز التحديات وتعميق الشراكة الاقتصادية في المغرب العربي وواصل ”إن المنطقة لديها إمكانيات هائلة ونحن متحمسون جدا للتحاور مع الجزائر حول هذا لاستغلال تلك الطاقات في الاتجاه الصحيح”. واستنادا إلى بيان السفارة، فإن بريطانيا تنظر للمنطقة المغاربية التي خصص لها ”ندوة الاقتصاد المغاربي محرك للتنمية والاندماج”، برعاية الوزير البريطاني المكلف بالشؤون شمال إفريقيا والشرق الأوسط، إلي ستار برت، الذي قام بجولة في الجزائر في الفترة الممتدة من 24 إلى 26 جوان الفارط، خصص للتعاون الأمني واستعراض الحلول للازمة المالية على وجه التحديد. وتهدف الندوة المغاربية في مضمونها لاستثمار الطرف البريطاني في جميع الفرص التي من شأنها الظفر بعقود شراكة، استثمار وتوسيع مجالات النشاطات والأرباح في المنطقة المغاربية إلى مجالات أخرى لا تزال خصبة وغير مستغلة بالكامل، خاصة بالجزائر التي تعتبرها مفتاحا أساسيا للاختراق المنطقة. كما تريد المملكة المتحدة البريطانية من خلال الندوة، لتوسيع أفاق استثماراتها إلى خارج قطاع المحروقات التي تعد أساسية في حجم المبادلات بالبينية بين البلدين، والتي بلغ سقفها السنة الفارطة ملياري دولار، حيث لا تكتفي بالتعاون الثقافي الذي ينحصر في تكوين أساتذة اللغة الإنجليزية من طرف المركز الثقافي البريطاني، و جعل التعاون يمس مجالات أخرى تطمح بريطانيا لاكتساحها مثلما هو الشأن للصناعية الصيدلانية مثلا.