اعتبر المدير العام للأرشيف الوطني، عبد المجيد شيخي، أن قضية استرجاع الأرشيف الجزائري من فرنسا ”قضية سياسية تتصل بإرادة البلدين”، و فند ما تداولته بعض وسائل الإعلام حول استعداد فرنسا لتسليم أرشيف ما قبل الاستقلال إلى الجزائر سنة 2012 بمناسبة إحياء الذكرى الخمسين للإستقلال قائلا:”الأمر غير صحيح ولم أسمع بذلك بتاتا”. وفي المقابل تتناهى إلى أسماعنا دائما مقولة مفادها أن الجانب الجزائري غير حريص على استرداد هذا الأرشيف الذي تعتبره فرنسا أيضا جزءا من ذاكرتها كونها كانت تعد الجزائر فرنسية من جهة هي طرف فاعل، إن لم نقل أساسي، في تدوين هذا الأرشيف والمحافظة عليه.. من المعروف والمعلوم أن الكشف عن الأرشيف الفرنسي المتعلق بالجزائر، سواء ذلك الموجود بأكس أون بروفانس أو بوزارة الدفاع الفرنسية، سيمس بسمعة أشخاص كثيرين مازالوا على قيد الحياة، وقد يؤدي إلى تصفية حسابات وإراقة دماء وربما تغيير نظرتنا المثالية لكثير من الأشخاص والقضايا.. أذكر كلمة علقت بأذني جيدا مطلع الثمانينيات قالها المجاهد الكبير لخضر بن طوبال بقاعة الكابري، حين سأله أحد الحضور عن بعض الأفلام المتعلقة بفترة الثورة التحريرية: ”خليكم يا أولادي تحبون ثورتكم لأن الشيطان يسكن بين التفاصيل..”. للعلم، وحسب الجانب الفرنسي، فإن الأرشيف الخاص بقطاع العدالة أراد المسؤولون الفرنسيون الإبقاء عليه غداة الإستقلال في الجزائر، لكن الجزائريين هم من طالب بأخذه إلى فرنسا، وذلك مخافة إثارة الشغب والفوضى على أساس أن هذا الأرشيف يتضمن أسماء كثير من الأشخاص الذين شهدوا ضد المجاهدين في قضايا وعمليات ”إرهاب” بالنسبة لفرنسا، وجهاد بالنسبة إلينا.. لنبادر نحن أولا لاسترجاع هذا الأرشيف، ولكن علينا أن نذهب بفكرة أن هذا الأرشيف مشترك بين الدولتين الجزائريةوفرنسا الاستعمارية التي من حقها أيضا المحافظة على نسخ منه. وحسب معرفتنا بالمنظومة الأكاديمية الفرنسية فإنها مستعدة للتفريط في كل أمر إلا في الأرشيف.. لذلك فإن عبارة نسخ من الأرشيف هي الأقرب إلى المنطق.. ولتكن لنا الشجاعة الكافية على مواجهة أخطاء بعض ”إخواننا” ممن وقفوا ضد الشعب في محنته مع المستعمر الفرنسي الغاشم، ومعالجة الأمر الآن خير من ترك بعض تفاصيل هذا الأرشيف الملغم لأجيالنا اللاحقة فتلعننا إلى أبد الآبدين..