ارتفعت حصيلة الاعتداء الإرهابي الجبان بالزوية ولاية تلسمان، قرب الحدود الجزائرية المغربية، إلى 4 قتلى في صفوف وحدات حرس الحدود. ورجحت مصادر أن يكون الارهابيون منفذو الاعتداء قد فروا نحو التراب المغربي. في أول عملية إرهابية منذ بداية شهر رمضان الكريم، استهدفت مجموعة إرهابية مجهولة العدد، دورية لحرس الحدود تابعة لقيادة الدرك الوطني، ليلة الخميس إلى الجمعة، بين منطقتي روبان والزوية قرب الحدود البرية الجزائرية المغربية. وقد تم تنفيذ العملية ساعة بعد موعد الإفطار، أي في حدود التاسعة ليلا وخمس دقائق، حيث كانت فرقة حرس الحدود تقوم بدورية على الشريط الحدودي مع المغرب، وهو الشريط الذي يعرف ارتفاع تهريب المخدرات المغربية والوقود الجزائري؛ حيث فاجأتهم المجموعة المسلحة بوابل من الرصاص، مسجلة بذلك 3 قتلى في صفوف حرس الحدود، قبل أن ترتفع إلى أربعة بوفاة ضحية آخر صبيحة أمس الجمعة، متأثرا بجروح خطيرة. وعرف الشريط الحدودي الفاصل بين الجزائر والمغرب، حسب مصادر ”الفجر”، تعزيزات أمنية مكثفة سهرت عليها كامل المؤسسات الأمنية من وحدات الجيش الشعبي الوطني وفرق الدرك الوطني، حيث عرفت لغاية أمس عمليات تمشيط واسعة لجبال العصفور بمغنية التي يتحصن بها بعض المسلحين، غير أن مصادر أمنية في حديثها ل ”الفجر”، لم تستبعد أن يكون منفذو العملية قد لاذوا بالفرار إلى التراب المغربي الذي يعرف تراخيا أمنيا من خلال تدفق الوقود والسلع االجزائرية، ويتزامن هذا التمشيط أيضا مع تنقل قيادات عليا من المؤسسة العسكرية في مقدمتها سلاح الدرك الوطني ومديرية حرس الحدود للوقوف على مسرح الجريمة بعين المكان . وبحسب ما أوردته مصادر أمنية ل ”الفجر”، فإن تعليمات صارمة وجهتها قيادة الأركان بالجيش الشعبي الوطني تقضي برفع الهبة الأمنية عبر كامل الشريط الحدودي البري للجزائر، لاسيما بالمناطق الحساسة وهي الحدود البرية مع ليبيا ومالي التي تعرف تلاشيا أمنيا بفعل الأحداث التي تعرفها مالي مؤخرا. جدير بالذكر أن حادثة الاعتداء على دورية لحرس الحدود بمغنية يعتبر أول عمل إرهابي ينفذ في الشهر الفضيل، ولا يستبعد أن يكون نقل العملية التي تبحث عن صدى إعلامي كالعادة من طرف بقايا الدمويين بالجزائر الى الحدود المغربية، بعد تشديد الخناق على تحركات المسلحين وإحباط محاولاتهم الاستعراضية بالعديد من المناطق والمناسبات منها العاصمة والمقرات الرسمية والحساسة التي تتوفر عليها، كما اعتادت الجماعات الإرهابية تنفيذ عمليات دموية وبربرية في المناسبات الدينية منها رمضان وكان آخر عمليات في هذا الشهر الفضيل تفجير مطعم عابري السبيل بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال. يذكر أن آخر عملية إرهابية استهدفت وحدات الدرك الوطني كانت بورقلة الشهر الماضي وهي العملية التي تبنتها جماعة الجهاد والتوحيد بغرب إفريقيا وهي الجماعة التي كانت تحتجز الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين بمالي.