أعرب الدكتور الحاج آدم يوسف، نائب الرئيس السوداني، عن تفاؤله بحل الملف الأمني مع دولة جنوب السودان والتوصل إلى اتفاقات حاسمة ونهائية بين الجانبين في مفاوضات أديس أبابا. وقال نائب الرئيس السوداني خلال لقائه الليلة الماضية مع الصحفيين وممثلي وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، إن المفاوضات في الملف الأمني وصلت إلى مراحل متقدمة وأن نقاط الخلاف المتبقية تتمثل في اعتماد نقطة الحدود الدولية التي قامت عليها دولة الجنوب وأقرتها وفقا لخريطة حدود السودان الدولية سنة 1956 ووافقت عليها الأممالمتحدة. وأضاف الحاج آدم ”إن ما يهمنا هو تأمين الحدود بين البلدين حتى لا يعودا إلى الحرب مرة أخرى”، مؤكدا أهمية حسم الملف الأمني أولا ومن ثم الانتقال إلى الملفات الأخرى بما فيها ملف النفط، قائلا ”إنه ليس هناك مبرر لتأخير الملف الأمني حتى الآن بين الجانبين”. وبشأن الموقف التفاوضي مع الحركة الشعبية (قطاع الشمال)، أكد نائب الرئيس السوداني، أن حكومته لن تتفاوض مع هذا القطاع وأن التفاوض الذي وافقت عليه الحكومة هو مع أهل المصلحة الذين وافقوا على المبادرة الثلاثية بشأن تقديم المساعدات الإنسانية للمتأثرين بولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وهي المبادرة التي وافقت عليها الخرطوم والمقدمة من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية. وأشار آدم إلى أن بلاده قبلت تقييم الوضع في الولايتين من قبل الأطراف الثلاثة، وأنه بعد تحديد الاحتياجات الإنسانية سيتم توزيع المساعدات على المتضررين في المناطق خارج سيطرة الحكومة السودانية، ولكن تحت قيادتها وبإشرافها. وأضاف ”إذا أراد المتمردون التعاون في هذا المجال فلا مانع بشرط ألا يفهموا أنهم أصحاب الفصل في القضية”. وأكد نائب الرئيس السوداني الحاج آدم يوسف خلال لقائه مع المراسلين والإعلاميين، حرص الحكومة على التعامل الصادق مع الجانب الايجابي الإعلامي الذي يحقق أهداف الوطن، وقال ”إن الدولة لن تسمح باستغلال الإعلام لهدم أركان البلد”، مشيرا إلى أن الإعلام أصبح سلاحا قويا يستخدم لتحقيق المصالح الخاصة. ونوه بالتطور الكبير الذي شهده السودان في مجال الحريات ومنها الحريات الصحفية. وأضاف الحاج آدم ”أن هناك بعض الدول والأفراد والمؤسسات المؤثرة، لها أغراض وأجندات خاصة وتعلم الحكومة حقائق ومعلومات وثيقة عنها”، وأشار إلى أن بعض وسائل الإعلام تنقل معلومات ليست حقيقية عن السودان، وخاطب الإعلاميين قائلا ”انقلوا كل شيء عن السودان ولكن الحقيقة فقط”. وقال إن أي دور سلبي للإعلام مثل هدم وحدة البلد أو تمجيد التمرد الذي يحمل السلاح غير مسموح به، منوها إلى أهمية الالتزام بأخلاقيات المهنة، مشيرا إلى ”أن هناك بعض الدول والمؤسسات والأفراد كذلك عندهم أغراض ونعرفهم بالاسم في هذه الوسائط الإعلامية”. وتعهد نائب الرئيس السوداني بتمكين الصحفيين من المعلومة الصحيحة وإتاحة الفرصة للمراسلين لزيارة كافة المناطق التي يرغبون في زيارتها، ونوه إلى أن عدم الحصول على المعلومة الحقيقية ليس مبررا لفبركة الحقائق ونشر المعلومات المغلوطة داعيا المراسلين لتوخي الحقائق ونقلها من مصادرها دون تحريف ”خاصة أن البلاد تعيش وضعا استثنائيا”.