استغل معظم زعماء الدول الإسلامية فرصة تواجدهم في السعودية في إطار عقد قمة منظمة التعاون الإسلامي، لأداء مناسك العمرة على هامش أعمال القمة التي تتصدر أجندتها الأزمة السورية ومصير الرئيس السوري بشار الأسد داخل المنظمة. حرص كل من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والرئيس السوداني عمر البشر والإيراني أحمد نجاد على ارتداء ملابس الإحرام لدى وصولهم، أمس، إلى مكة للمشاركة في القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي، وهي القمة التي اعتبرها رؤساء الدول الإسلامية فرصة لأداء مناسك العمرة، بعد حضورهم فعاليات القمة الاستثناية لمنظمة التعاون الإسلامي التي تشارك فيها 57 دولة إسلامية بينما لم تتم دعوة سوريا. وأعلن الاجتماع الوزاري التمهيدي للقمة عن تجميد عضوية سوريا في المنظمة وسط معارضة قوية من طرف إيران التي اعتبرت خطوة تجميد عضوية سوريا داخل المنظمة لا يحل الأزمة السورية، وشددت إيران على ضرورة أن تتوحد جهود المنظمة لمعالجة المشكلة في شكل يساهم في السلام والأمن والاستقرار في المنطقة. كما نقلت مصادر من داخل القمة أن الجزائر تحفظت على التوصية بتعليق عضوية سوريا، وذلك بعدما أن اعلن الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلو أن قرار تعليق عضوية سوريا جاء بتأييد ”الغالبية المطلقة الدول الأعضاء”. كما أفادت المصادر أن باكستان وكازاخستان طالبتا بتضمين البيان الختامي ”مطالبة الجيش الحر بوقف العنف أسوة بالجيش النظامي”. من جهة ثانية، وفي أول ظهور إعلامي له بعد انشقاقه عن النظام السوري، وصف رئيس الحكومة السورية المنشق رياض حجاب الرئيس السوري بشار الأسد ب”عدو الله”، وقال حجاب في مؤتمر صحفي عقده أمس في الأردن: ”الأسد يقوم على القهر والإجرام وقمع إرادة الشعب”. وأكد حجاب أنه انشق وقدم استقالته ولم يُقل من قبل النظام، وأوضح قائلا: ”خرجت من سورية بإرادتي وأنا على رأس عملي والنية معقودة على مرضاة لله أولا وإنصافا للشعب والشهداء ثانيا”. ودعا الجيش السوري للقيام بما قام به الجيش المصري ومن قبله الجيش التونسي والانحياز إلى جانب الشعب السوري، مؤكدا أن النظام بات منهارا معنويا واقتصاديا وماديا ومتصدعا عسكريا ولم يعد يسيطر على أكثر من 30٪ من الأرض السورية.