قدمت مختلف مؤسسات وسائل النقل وعودا بتوفير خدماتها خلال أيام عيد الفطر المبارك، مؤكدة أن المسافرين لن يجدوا صعوبة في التنقل. وهي الوعود التي ينظر إليها المواطنون بعين الريبة، بالنظر إلى تجاربهم في الأعياد السابقة التي كثيرا ما وقعوا خلالها ضحية لجشع الناقلين، و”الكلونديستان”. وفي هذا الشأن، أوضح مدير وحدة الجزائر لشركة استغلال المحطة البرية بالخروبة بالجزائر العاصمة، مصطفى عراجي، أن الشركة اتخذت جميع التدابير والإجراءات لتسهيل تنقل حوالي 70 ألف مسافر، انطلاقا من العاصمة إلى ولايات أخرى لقضاء هذه المناسبة الدينية رفقة ذويهم في أحسن الظروف. وأضاف المتحدث نفسه أن الخطوط التي من المتوقع أن تستقطب عددا كبيرا من المسافرين تم تدعيمها برحلات إضافية حسب الطلب، قد يصل عددها إلى 20 رحلة يوميا، على غرار الرحلات المتوجهة إلى ولايات الشرق الجزائري كقسنطينة وسطيف وبعض الولايات الجنوبية، مشيرا إلى أنه تم تجنيد 90 عونا يوميا يسهرون على أمن وراحة المسافرين وتوجيههم، مع إبقاء كل الأكشاك الخاصة ببيع التذاكر مفتوحة والإبقاء على الأسعار نفسها. وأوضح عراجي أنه يتوقع خلال هذه السنة إقبالا منخفضا في تنقل المسافرين مقارنة بالسنوات الفارطة، مرجعا ذلك إلى عدة أسباب، من بينها أن عيد الفطر يتزامن مع فترة العطل المدرسية والعطل السنوية للعمال، وهو الأمر الذي جعل حركة النقل البري فاترة نوع ما، زيادة على أن وسائل نقل أخرى أضحت تشكل منافسة قوية للنقل البري بالحافلات على غرار القطارات وسيارات الأجرة والتي أصبحت أكثر رفاهية واقتصادا للوقت. وفي السياق ذاته، تشهد كعادتها محطة النقل بسيارات الأجرة بين الولايات المحاذية لمحطة الحافلات بالخروبة هي الأخرى إقبالا معتبرا للمسافرين الذين يحرصون على قضاء عيد الفطر مع ذويهم. وفي هذا الصدد أوضح رئيس الاتحادية الوطنية لسائقي سيارات الأجرة حسين آيت إبراهيم أنه تم تجنيد سائقي الأجرة للعمل في هذه المناسبة قصد تخفيف الضغط عن وسائل النقل الأخرى ،وضمان نقل المواطنين في ظروف مريحة، مشيرا إلى أن أي زيادة في الأسعار هي غير قانونية. ومن جانبها أبقت الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية على جميع قطارات الخطوط الطويلة والقطارات الجهوية، مع إحداث بعض التغييرات في أوقات سير قطارات الخطوط الطويلة خلال يومي عيد الفطر المبارك، حسبما أكده رئيس دائرة المسافرين لدى مديرية الزبائن للشركة سمير قعموري. من جهة أخرى ستواصل مؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري لمدينة الجزائر وضواحيها العمل خلال أيام العيد بصورة عادية على كامل الخطوط، مع تدعيم تلك المؤدية إلى مقابر العاصمة كمقبرة ڤاريدي بالقبة والقطار والعالية بحافلات أخرى، إلى جانب تمديد ساعات النقل إلى غاية الساعة منتصف الليل حسب ما أوضحته المكلفة بالاتصال بالمؤسسة سميرة جعفري. أما مؤسسة تسيير وصيانة ميترو الجزائر، فقد جندت بدورها أزيد من 300 عامل لتقديم خدماتها لحوالي 50 ألف مسافر منتظر خلال أيام عيد الفطر، ووأوضحت المكلفة بالاتصال على مستوى المؤسسة آمال براش أن محطات ميترو الجزائر ستفتح أبوابها للزبائن بدءا من الساعة الخامسة صباحا إلى غاية العاشرة مساء، حيث سيسهر أكثر من 400 عون أمن على راحة المسافرين طوال فترة الخدمة. ورغم الوعود المقدمة من مختلف مؤسسات النقل العمومي، إلا أن الكثير من المواطنين أبدوا تخوفهم من عدم وفاء هذه المؤسسات بوعودها، بالنظر إلى تجاربهم في السنوات الماضية، حينما اضطروا إلى دفع تكاليف إضافية للناقلين الخواص، وكذا التنقل عبر سيارات ”الفرود” بعدما غابت سيارات الأجرة عن الخدمة.