وفي شمال الولاية شهدت مدينة بوقاعة موجة من الاحتجاجات، حيث أقدم المئات من سكان حيي "تاسليت" و"بن عرعار" على غلق جميع منافذ المدينة باستعمال المتاريس والحجارة بما فيها الطريقين الوطنيين رقم 74 و133 اللذين يربطان برج بوعريريج وبجاية بالمنطقة الشمالية لسطيف، ولعل القطرة التي أفاضت الكأس هي ندرة المياه والتذبذب المسجل في التوزيع، حيث أكد المحتجون أن رمضان هذه السنة مر عليهم وجميع حنفياتهم جافة هو ما لم يهضمه السكان واعتبروه إجحافا في حقهم، كما قام السكان في نفس الوقت بغلق مقر الجزائرية للمياه وتم طرد جميع العاملين بها مما جعل السلطات المحلية تتدخل وتفتح حوارا مباشرا مع المحتجين مع تقديم وعود بحل الإشكال في أقرب وقت ممكن، وقد وجد المحتجون فرصة لطرح إشكال الانقطاع المتكررة في التيار الكهربائي والتي قال في شأنها ممثلون عن شركة سونلغاز بأن المشكل سيحل. وفي جانب متصل؛ أقدم سكان أولاد بارة شرق مدينة ماوكلان على شل الطريق الوطني رقم 133 الرابط بين ولاية برج بوعريريج وبجاية مرورا ببوقاعة وماوكلان منذ ليلة أول أمس تعبيرا عن غضبهم تجاه تماطل السلطات في تنفيذ وعودهم المتمثلة أساسا في تزويد المنطقة بغاز المدينة، كما اشتكى المحتجون من التذبذب في توزيع الماء الشروب طيلة الشهر الفضيل، وعلى الرغم من تدخل السلطات المحلية في المنطقة لإقناع المحتجين لفتح الطريق، إلا أن الغاضبين رفضوا الحديث معهم وطالبوا بضرورة حضور والي الولاية للنظر في انشغالاتهم المطروحة، وتطورت بشكل سريع، حيث زحف المحتجون وقاموا بغلق مقري البلدية والدائرة. وببلدية سطيف أقدم العشرات من سكان حي عين الطريق الواقع على بعد حوالي1 كلم عن مدينة سطيف، صباح أمس إلى الشارع وقاموا بغلق الطريق الوطني رقم 75 الرابط بين سطيف وباتنة بالمتاريس والحجارة، مانعين بذلك تنقل المركبات عبر هذا المحور الحيوي الذي يربط عدة ولايات بشرق البلاد بالطريق السيار. وجاءت هذه الحركة الاحتجاجية، حسب ما أكده لنا السكان للتعبير عن تذمرهم الشديد من أزمة العطش التي ضربت المنطقة منذ مدة طويلة، حيث أكدوا لنا أن المياه لم تزر حنفياتهم منذ أزيد من 15 يوما.