أكدت مصادر من الحركة التصحيحية للتجمع الوطني الديمقراطي، أن كلا من رئيس مجلس الأمة والعضو القيادي في التجمع، السيد عبد القادر بن صالح، ووزير الشؤون الدينية والأوقاف، عبد الله غلام الله، قد شرعا في تحركات من أجل رأب الصدع داخل بيت الارندي، وجعل أعضاء الحركة التصحيحية يتراجعون عن مواقفهم والحزب على مقربة من الانتخابات المحلية القادمة. وقد جاءت تحركات الرجلين، ليس فقط باعتبارهما مناضلين قديمين في الارندي ومن مؤسسيه، وإنما لاعتبارات الثقة والنزاهة، اللتين يحظيان بها وسط القاعدة الشعبية للتجمع الوطني الديمقراطي، لاسيما وأن الحركة التصحيحية للارندي، مقتت كثيرا المهمة التي كلف بها خالفة مبارك، عندما انتدب لمحاولة إجراء وساطة مع عناصر التصحيحية، أن هذا ”الشخص قد صدرت في حقه تقارير سلبية من مكتب الارندي وليس أهلا لإجراء أية وساطة”. وقال العضو القيادي في التجمع، وأحد عناصر الحركة التصحيحية في الوقت الراهن ، بلقاسم بن حصير، في تصريح ل”الفجر”، انه تم تحديد تاريخ عقد اللقاء الجهوي الخاص بولايات الغرب والجنوب، قبل ال 10 من شهر سبتمبر المقبل، حيث ستكون جميع المكاتب الولائية للحركة الخاصة بالغرب والجنوب، حاضرة في اللقاء القادم، الذي يأتي بعد لقاء جهوي بالشرق المنعقد بولاية بجاية والذي جمع 18 فرعا. كما أكد المتحدث، أنه يتم حاليا تباحث الولاية التي ستحتضن اللقاء، حيث تداول اسم تلمسان، سيدي بلعباس، وهران لتنظيم اللقاء، وواصل أن تأجيل تاريخ انعقاد الدورة القادمة للفروع الولائية التصحيحية الى التاريخ السابق الإشارة إليه، هو تواجد مجموعة من أنصار التصحيحية بالبقاع المقدسة لأداء العمرة، الأمر الذي جعل التصحيحية تدمج لقاءين جهويين في موعد واحد، خاصة وأنها على عجلة من أمرها فيما يخص الموقف الذي ستتخذه إزاء المحليات القادمة. وأكد السيناتور السابق للارندي، أن الحركة التصحيحية، يهمها عدم تشتيت الحزب ولمّ شمل أبنائه، ولكن بأقل خسائر، عندما تطرق إلى استقالة مجموعة من مناضلي المكاتب البلدية ببعض الولايات وانضمامهم إلى تشكيلات سياسية أخرى، وخص بالذكر في هذا الصدد ولاية الجزائر مثلا، حيث شهدت التحاق مناضلي مكاتب حسين داي، الشراقة، وباب الوادي بأحزاب أخرى. وألقى المتحدث باللوم على رئيس المكتب الولائي، وعضو المجلس الوطني للحزب، النائب صديق شهاب، لطريقته في تسيير اللجنة المكلفة بالتحضير للانتخابات المحلية القادمة، وقال إن توقعات باختيار وتصميمه لقوائم فاشلة تعيد للأذهان سيناريو الانتخابات التشريعية الماضية، هي التي حملت المناضلين على الاستقالة. ومن جملة ما ذكره مناضل الارندي عن الاستقالات، التحاق مجموعة من مكاتب ولاية البليدة، بأحزاب أخرى منها حزب الفجر الجديد لبن بعيبش. وأكد أن الحركة التصحيحية، قد حذرت من تلك الاستقالات ووجهت تعليمات لمناضلي الارندي بالبقاء في الحزب وعدم الالتحاق بتشكيلات سياسية أخرى، إلى غاية الفصل في الطريقة والصيغة التي سيتم الاتفاق عليها فيما يخص الطريقة التي ستخوض بها التصحيحية الانتخابات القادمة، ونبهتهم من عقبات التسرع في مثل هذا النوع من القرارات، غير أن المناضلين الذين جربوا التشريعات لم يريدوا تكرار السيناريو مع المحليات وسارعوا لحجز أماكنهم بأحزاب أخرى حتى وإن كانت مجهرية مثلما هو الأمر لحزب الطاهر بن بعيبش.