تقبل بعض العائلات المغتربة في الآونة الأخيرة على الكثير من الأسواق والفضاءات التجارية بهدف اقتناء مختلف مستلزماتها من مواد غذائية وتجميلية وأدوات مدرسية، حيث تعرف محلات بيع الألبسة والأفرشة وكذا الأواني تهافتا كبيرا على السلع المعروضة لمختلف الماركات لتلاؤم أسعارها مقارنة بسعر الأور، بعدما كان الأمر يقتصر على بعض الأكلات التقليدية كالكسكس والفريك. تشهد بعض المحلات والأسواق في العديد من المناطق حركة كثيفة وتوافدا كبيرا لمختلف العائلات المهاجرة والمغتربة، ممن اختارت قضاء عطلتها في أرض الوطن مع الأهل والأقارب وذلك لاقتناء بعض مستلزماتها وحاجياتها من مواد غذائية وأواني وافرشه وكذا ألبسة من أشهر الماركات، بعدما عجزوا عن الحصول عليها في بلدانها الأصلية، وللوقوف على مدى إقبال العائلات المقيمة في المهجر على شراء مثل هذه المنتجات قصدت “الفجر” إحدى المراكز التجارية بالعاصمة وغيرها من الولايات لرصد أجواء التسوق بها ومعرفة انطباعات الناس على ما يعرض فيها من سلع ومنتوجات. الأزمة المالية وراء تهافت البعض على السلع المحلية وجهتنا الأولى كانت المركز التجاري “فميلي شوب” بالبليدة باعتبارأحد المراكز الأكثر إقبالا وتفضيلا من قبل العائلات من مختلف الولايات، والدليل على ذلك ما تعكسه ألواح ترقيم السيارات، بالإضافة إلى السيارات التي تحمل ترقيما أجنبيا، وأول ما لاحظناه لدى وصولنا هو العدد الهائل للعائلات المغتربة رفقة أطفالها على هذا المركز، حيث تحدثنا مع بعض الوافدين لنستقصي سبب اختيارهم لهذا المركز، حيث أعرب البعض أن الأزمة المالية التي تعرفها بعض الدول الأجنبية وراء عزوف البعض عن شراء بعض الحاجيات وهذا لغلاء المعيشة وارتفاع أسعارها، وهو ما أكده لنا يوسف، مغترب يعيش في فرنسا منذ أزيد من 20 سنة، أنه “وجد كل ما يحتاجه من مستلزمات وحاجيات بأسعار معقولة وجودة عالية، قائلا أن سعرها بالدينار الجزائري يقل 3 إلى 4 مرات عن سعر الأورو”. وأردفت سيدة أخرى تقطن بتولوز بفرنسا “أنها تقصد المراكز التجارية والأسواق بالجزائر في كل مرة لاقتناء بعض المشتريات التي يصعب الحصول عليها في أي دولة أجنبية، خاصة التقليدية منها”، مشيرة أنه والحمد لله أصبح بإمكاننا أن نشتري ما نريد وبأسعار جد معقولة مقارنة بتلك السلع التي تباع في الخارج”. حتى الأدوات المدرسية لم تسلم انتقلنا بعدها إلى مركز آخر وبالضبط إلى المركز التجاري لباب الزوار الذي يعرف هو الآخر إقبالا كبيرا من طرف العائلات، وفي هذا الإطار قال سعيد مغترب من لندن “أن أسعار بعض المنتوجات والسلع من ألبسة وأدوات مدرسية جد معقولة، لذا فنحن نضطر إلى شرائها محليا لتجنب مصاريف إضافية”، قائلا أنه بإمكاننا أن نشتري أكثر من قطعة بسعر ملاءم عوض شراء قطعة واحدة وبثمن باهظ”. وفي السياق ذاته قالت سيدة أخرى مقيمة بمارسيليا “أن غلاء المعيشة في الخارج دفعنا إلى شراء حاجياتنا في بلدنا، خاصة أنها تتوفر على كل مانريد،مشيرة أنه وتزامنا مع الدخول المدرسي فضلت شراء بعض الأدوات المدرسية من كتب وكراريس وأقلام لتناسب أسعارها وكذا لجودتها”. فساتين السهرة مقصد الفتيات ولا يقتصر الأمر على شراء بعض المواد الغذائية أو الأدوات المدرسية بل حتى الفتيات والسيدات يقصدن محلات بيع الألبسة بحثا عن أزياء الموضة، حيث تعرض المحلات سلعا ومنتوجات ذات ماركات مختلفة تتلاءم وطلب الزبون، وهو ما لمسناه عند منال وصديقتها المقيمتين بإسبانيا واللتين اختارتا المركز التجاري ببن جراح بالعاصمة لشراء بعض فساتين السهرة ذات ماركات عالمية معروفة مثل شانال، جورجيو أرماني وديور، وهذا لغلاء أسعارها في الخارج”. وعن إقبال الزبونات على شراء هذه الأزياء، أخبرنا سليم صاحب محل لبيع أرقى فساتين السهرة “إن الإقبال على شراء فساتين السهرة من قبل المغتربات كبير وهذا نظرا لغلاء أسعارها في الخارج، بالإضافة إلى أنها جديدة وغير مستعمل”، مشيرا أن الإقبال خلال الأيام الأخيرة زاد بشكل لافت ليتواصل توافدهن إلى ساعات متأخرة من الليل تحسبا لعودتهن إلى ديارهن واستقبال موسم جديد”. من جهة أخرى، تقول صفية وهي مغتربة في هولندا أنها لا تفوت فرصة اقتناء ملابس لها ولأطفالها، كما لا تتوانى عن شراء هدايا لأصدقائها في المهجر، وتقول “لا بد أن آخذ معي أشياء تفوح منها “رائحة البلاد”، لأهديها لبعض الاصدقاء كالملابس التقليدية منها “جبة قبايل” وبعض الخمارات، والحلي، ناهيك عن الأواني الفخارية.