لن يهنأ وزير التربية الوطنية، عبد اللطيف بابا أحمد، بمنصبه الجديد كغيره من الوزراء طويلا كون تعيينه تزامن مع الدخول المدرسي الجديد، الذي ينتظر أن يكون ساخنا بسبب مختلف الاحتجاجات التي هددت بشنها مختلف نقابات القطاع ومن ثم فإن ابن مدينة تلمسان الحاصل على دكتوراه في الكيمياء الكمية مطالب بالعمل على منع كم الملفات التي تركها له سلفه أبو بكر بن بوزيد من تفجير قطاع التربية. لعل أول مشكل ستواجه الوزير الذي سيحتفل بعد شهر من اليوم بعيد ميلاده ال61 هو شن أكثر من 50 ألف مساعد تربوي اضرابا في أول أيام السنة الدراسية الجديدة، إضافة إلى اعتصامات ولائية قد تنتهي أمام مقر الوزارة بالمرادية أو العناصر. ولعل هذا الإضراب يعد أول اختبار للرئيس السابق لجامعة البليدة التي أتى منها أيضا سلفه بن بوزيد في قدرته على امتصاص احتجاجات عمال وموظفي قطاع التربية التي لا تعرف التوقف، خاصة وأن إضراب المساعدين التربويين هو البداية في انتظار احتجاجات الأسلاك المشتركة والمدراء والمفتشين ومستشاري التربية والمقتصدين وغيرهم من الذين يطالبون بتحقيق جوانب مهنية ورفع أجورهم إلى مستوى يصل إلى صف الأساتذة والمعلمين الذين أنصفهم القانون الخاص بقطاع التربية وخذل باقي الفئات العمالية على حد رأي الشرائح المهددة بالإضراب. وإذا كان التعامل مع احتجاجات الموظفين والعمال مهمة قد يجيد الوزير الجديد أداءها بحكم تجربته في مختلف جامعات الوطن كالجزائر وتلمسان كأستاذ أو مكلف بمهمة إدارية، إضافة إلى تجربته كرئيس لجامعة سعد دحلب بالبليدة التي شهدت العام الماضي احتقانا كبيرا استطاع بابا أحمد التعامل معه، فإن ملفات أخرى تتطلب كثيرا من الصبر والمرونة في التعامل معها كملف الخدمات الاجتماعية التي يوجد في صندوقها حوالي ألفي مليار سنتيم والذي لم يكتب لبن بوزيد إكماله رغم ما حققه فيه خلال السنة الدراسية الماضية. وينتظر الوزير الجديد أيضا حل مشكل الاكتظاظ الذي تعرفه أقسام الثانويات، لذا يبدو مطالبا بتدارك تأخر إنجاز 510 ثانوية مبرمج استلامها هذه السنة والتي لم تنته الأشغال إلا ب140 منها إضافة إلى أن الوزير مدعو إلى الحفاظ على نسبة النجاح التي حققت السنوات الأخيرة في مختلف الامتحانات المصيرية وكذا مراجعة بعض العيوب التي ظهرت في الإصلاح التربوي وإيجاد حلول لظاهرة العنف المدرسي التي صار نطاقها يتوسع كل سنة. وبخصوص المسار المهني للوزير الجدي فهو من مواليد 6 أكتوبر 1951 بتلمسان، متزوج وأب لطفل، حاصل على دكتوراه في كيمياء الكم عام 1985 من جامعة هواري بومدين بباب الزوار، شغل منصب أمين عام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بين سنتي 2002-2004 ومنذ عام 2006 وهو يتولى رئاسة جامعة البليدة إلى غاية تعيينه أول أمس وزيرا للتربية.