لم يقل رئيس الوزراء التركي، الطيب رجب أردوغان، سوف أزور القدس قريبا وأصلي في المسجد الأقصى المبارك وأزور قبر عز الدين القسام أو قبر الرئيس الشهيد الراحل ياسر عرفات ولا حتى قبر شيخ الشهداء أحمد ياسين !. ولكنه قد قال سوف أزور قريبا دمشق وأصلي في الجامع الأموي وأقرأ الفاتحة على قبر صلاح الدين الأيوبي!!.. يعني ذلك أن تركيا قد كشفت عن أطماعها التوسعية في البلاد العربية، وكأن بلاد الشام هي أرض الميعاد التي يحلم الأتراك باسترجاعها بعدما ضاع منهم فردوسهم المفقود!!. من يا ترى يمنع رئيس الوزراء التركي الطيب أردوغان من زيارة دمشق والصلاة في الجامع الأموي وزيارة قبر صلاح الدين.. لو لم يكن مثل هذا الحلم يعبر عن عقلية استعمارية توسعية، اللهم إلا إذا كان التاريخ قد توقف عند هذا الأردوغان بعد سقوط الأمبراطورية العثمانية في البلاد العربية التي تركها أجداد أردوغان للمستعمرين الفرنسيين والبريطانيين. وإذا كان التاريخ قد توقف عند هذا التاريخ يحق للطيب رجب أردوغان أن يحلم بالصلاة في باحة الجامع الأموي وقراءة فاتحة الكتاب على قبر صلاح الدين الأيوبي. إن القائد البطل صلاح الدين الأيوبي قد حرر بيت المقدس من الصليبيين، خاصة البريطانيين والفرنسيين الذين يتحالف معهم هذا الإنكشاري من أجل إسقاط دمشق عاصمة الدولة الأموية، مثلما سقطت بغداد عاصمة الخلافة العباسية على يد المغول الأمريكي!. لن يحوّلك التاريخ أيها الطيب رجب أردوغان إلى محمد الفاتح، ولو أن القسطنطينية لابد أن يعاد فتحها من جديد! ولكنها الجغرافية توشك أن تصنع منك مصطفى كمال أتاتورك، بل على العكس من ذلك تماما فإن أتاتورك قد استطاع أن يعيد تركيا إلى أوربا بينما عجزت أنت أن تدخلها إلى الاتحاد الأوربي لأنك تركي.. تركي ولو كنت مصطفى كمال أتاتورك!!.. إن أحلام اليقظة سرعان ما تتحول إلى كوابيس مفجعة، ولذلك كان يجدر بالفاتح الجديد أن يسارع إلى تحرير القسطنطينية من البيزنطيين الجدد حتى لا يحرم من الصلاة في مساجد إسطنبول الجميلة، وذلك أفضل له من أن يحلم في الظهيرة بالصلاة في الجامع الأموي ولا في جامع كتشاوة!! بساحة الشهداء في الجزائر العاصمة، بعدما تركها الداي حسين للغزاة الفرنسيين وعاد إلى القسطنطينية التي استعادها البيزنطيون!. * هذا المقال بعث به إلى الصديق الأديب والإعلامي إبراهيم قار علي، النائب السابق. أثبته هنا من أجل المناقشة.