لم تحظ زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان التي قام بها، أمس، إلى العاصمة الليبية طرابلس بنفس الاهتمام الذي حظي به كل من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون، وهو ما يشكل يعكس خارطة موزاين القوى في ليبيا ما بعد القذافي سيما وشمال إفريقيا سيما وأن زيارة أردوغان إلى ليبيا تأتي في ختام جولة شملت دول ”الربيع العربي”. حمل أردوغان معه إلى قادة ليبيا الجدد عدة ملفات منها الاقتصادية والسياسية لتأكيد وقف تركيا إلى جانب قادة المجلس الانتقالي الليبي لفتح نافذة جيدة تعيد العهد التركي في منطقة شمال إفريقيا، في وقت يتسابق فيه قادة الدول الكبرى سيما منها فرنسا التي يدين لها قادة المجس الانتقالي بالدور الكبير في الإطاحة بالعقيد الليبي معمر القذافي ونظامه الذي حكم ليبيا 43 سنة. من جهة ثانية، اشترط رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، 5 شروط من أجل عودة العلاقات الطبيعية بين بلاده وإسرائيل، مؤكدا أن تركيا ستعرض قضية حصار غزة على محكمة العدل الدولية. وقال أردوغان خلال مؤتمر صحفي عقد بتونس، أمس الأول، اندرجت في جولته إلى دول الربيع العربي بدأها بالقاهرة، إنه يتعين على إسرائيل تحقيق خمسة شروط ”حتى تعود العلاقات بين تل أبيب وأنقرة إلى سالف عهدها الطبيعي”. وأوضح أردوغان أن من بين هذه الشروط، ”تقديم إسرائيل اعتذارا على الاعتداء، ودفع تعويضات إلى عائلات الشهداء الأتراك، ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة”. وكانت قوات من البحرية الإسرائيلية قد هاجمت خلال شهر ماي من العام الماضي سفينة ”مرمرة” التركية التي كانت تشارك في قافلة الحرية لكسر الحصار على غزة الفلسطينية، حيث أسفر هذا الهجوم عن مقتل 9 أتراك. وساهم هذا الهجوم في توتير العلاقات التركية - الإسرائيلية، حيث طردت تركيا السفير الإسرائيلي، إلى جانب تعليق العمل بإتفاقيات مشتركة تخص الصناعات الدفاعية. من جهة أخرى، أكد أردوغان الذي يزور تونس لأول مرة بعد سقوط نظام الرئيس التونسي السابق ”بن علي” في 14 جانفي الماضي، أن بلاده ستعرض مسألة حصار غزة على محكمة العدل الدولية بلاهاي. وجدد التأكيد أن حكومته عازمة على تسيير سفن حربية لتأمين حماية السفن التركية في منطقة حوض المتوسط، وبالتالي ”لن يكون بوسع إسرائيل أن تفعل ما يحلو لها في شرق المتوسط”، وقال: ”نحن مصرون في هذا الموضوع”. هذا ووصفت صحيفة ”الفاينانشيال تايمز” البريطانية، رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان الذي يواصل جولة النصر لمصر وتونس وليبيا، بالسياسي الأكثر شعبية في العالم العربى، مضيفة” ربما كان الزعيم غير العربى الوحيد الذي يعجب به العرب هكذا بعد تحرير صلاح الدين وهو كردي للقدس من الصليبيين عام 1187”. ورأت الصحيفة في زاوية آراء أن ”الماركة” السياسية التي يسوقها أردوغان مميزة، وهي ديمقراطية حيوية واقتصاد ديناميكي تحت راية إسلام معتدل.