وجهت شبكات المافيا، أنظارها مؤخرا إلى القطارات لضمان حرية التنقل وتسويق موادها المهربة بعيدا عن أعين المراقبة، بما فيها الكيف المعالج الذي لا تدخر أي جهد في اكتشاف خدع جديدة تمكنها من تمريره والمتاجرة به بين أوساط الشباب الجزائري، حيث تسبب تزايد عدد المتورطين داخل القطارات إلى إثارة حفيظة المسافرين الذين دقوا ناقوس الخطر وحرصوا على رفع انشغالهم بعدما أضحوا يتواجدون وسط بارونات همها الوحيد تنفيذ جريمتها، في وقت توصلت قوات الدرك إلى حيلة مجدية تتمثل في نشر جواسيس بالزي المدني للتمكن من وضع حد لخطر هؤلاء المجرمين. كانت الساعة تشير إلى الرابعة صباحا عندما تنقلنا إلى محطة السكة الحديدية بصابرا التابعة لتلمسان، في انتظار وصول القطار القادم من مدينة وهران، والمتوجه الى مغنية، والذي حولته شبكات المافيا بالغرب الجزائري على غرار خطوط أخرى على امتداد الشريط الحدودي الغربي إلى ملاذ يلجؤون إليه في حالة التضييق الأمني يمكنهم من التخلص من الملاحقات، ويسمح لهم بالتحرك بحرية بعد اجتيازهم الحاجز الحدودي ودخول التراب الجزائري أو محاولة العودة الى التراب المغربي، وكانت سرية الأمن والتدخل التابعة لكتيبة مغنية على أهبة الاستعداد لشن مداهمة مفاجئة في هذا الوقت المبكر الذي يكون أبعد للمهربين من أن يشكّكوا في إمكانية تعرضهم لتوقيفات، وقد استعانت بكلاب مدربة للكشف عن المخدرات وكذا المتفجرات. وكانت قوات الدرك الوطني قد سارعت في الفترة الأخيرة إلى تكثيف إجراءاتها الأمنية على محيط سير القطارات و تعزيز تواجدها حتى داخلها في إطار توفير الحماية للمسافرين ، ونجحت في إعادة الأمن إليها رغم إصرار كثيرين على اختيار هذه الطريقة باعتبارها تغنيهم عن السيارات التي تكون معروفة لدى مصالح الأمن وهي محل بحث. وفي حدود الساعة الخامسة، توقف القطار بالمحطة والذي كان شبه فارغ من المسافرين، وعلمنا أن كثيرين تجنبوا التنقل على متنه بعد أن تم إخضاعه للتفتيش بمدينة وهران، وكان بمثابة تحذير لهم لتجنب المجازفة والتواجد على متنه، ومع ذلك تمكنت فصيلة الأمن والتدخل بصابرا من توقيف أربعة أفارقة من جنسية مالية لا يحوزون على جواز السفر كانوا يخططون على الأرجح لدخول التراب المغربي قادمين من وهران. كما تم توقيف عشرة أفارقة، تسعة ماليين وكاميروني ، ويتصدر المغربيون الماليون قائمة القاصدين للتراب الجزائري دون وثائق وأغلبهم يشتغل على التهريب. وحسب قائد الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بمغنية الرائد قايدي سليمان، فإن المهربين يفرون إلى عربة القطار الأخيرة بمجرد مفاجأتهم من رجال الدرك الذين يقومون بعمليات مداهمة متواصلة بمعدل اثنتين وثلاثة مرات في الشهر، وتزيد عند المناسبات أو في حالات التحصل على معلومات عن وجود متورطين على مستواها.