لقاء الوزير مع النقابات يؤجل إلى الأسبوع المقبل لا تزال ظاهرة الاكتظاظ تعكر صفو الدخول المدرسي 2012/2013، رغم مرور أسبوعين عن انطلاق الدروس، ما جعل الوزير الجديد لقطاع التربية ”عبد اللطيف بابا احمد” يسارع إلى استدعاء مختلف مدراء التربية والشركاء الاجتماعيين لإيجاد حل سريع للمشكلة التي قلل من خطورتها بعض المدراء رغم تجاوز عدد التلاميذ في القسم 46 شخصا، قبل أن يتوجه الوزير بطلب دعم من الولاة للإسراع في تسليم مشاريع إنجاز المنشآت التربوية، وطالب بتحقيق ميداني على مستوى الولايات بعد تحدث تقارير عن فوضى في توزيع الكتاب المدرسي، نقص المؤطرين وتأجيل الدخول المدرسي في ولايات الجنوب. شكل موضوع الاكتظاظ أهم النقاط الرئيسية التي ناقشتها الندوة الوطنية لمديري التربية التي ترأسها وزير التربية عبد اللطيف بابا احمد، إضافة إلى مشاكل عدة تأثر سلبا على انطلاق الدروس والتي شكلت محل اهتمام المسؤول الأول لقطاع التربية، أهمها تأخر توزيع الكتاب المدرسي، ثقل المحفظة لتلاميذ الابتدائي، النقص الفادح في أساتذة الرياضيات ومشاكل النقابات وعدة مسائل أخرى. وفي الوقت الذي قلل عدة مدراء التربية من قضية الاكتظاظ، التي توجهها عشرات من الولايات عبر الوطن، استنكر رئيس النقابة الوطنية المستلقة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ”مزيان مريان” في تدخله طريقة تعامل هؤلاء مع الملف الذي يعد ”خطيرا للغاية ”بعد أن قال ”كيف لمدير تربية أن يعتبر أن 45 تلميذا في القسم ليس بكثير، في الوقت الذي فاق المعدل العالمي بكثير”، الأمر الذي جعل وزير التربية يعطي تعليمات صارمة لمعالجة المشكل، وهدد بمعاقبة المدراء المتقاعسين في إيجاد حلول للظاهرة التي قد تؤثر سلبا على المستوى الدراسي للتلاميذ، خاصة بعد التقارير التي أكدت أن عدة أفواج تعمل ب 54 تلميذا في ظل نقص المؤطرين، وهو ما أزعج الوزير والذي طالب بتفسيرات عن عدم التقدم بأعلام الوزارة مسبقا لاتخاذ الإجراءات اللازمة. بابا احمد ”نحو إعادة النظر في تاريخ انطلاق السنة الدراسة بالجنوب” ودعا، في شق آخر، الوزير، الولاة إلى دعم القطاع للإسراع في تسليم مشاريع إنجاز المنشآت التربوية ولا سيما الثانويات بغرض القضاء على مشكل الاكتظاظ، مؤكدا أنه شرع في اتصال معهم بخصوص القضية، ومشيرا، في شق آخر، إلى قضية التأخر في توزيع الكتاب المدرسي والذي حمل مسؤوليتها للمقتصدين الذين رفضوا تأدية مهامهم بعد عدم تسوية مطالبهم. وإضافة إلى مشاكل الاكتظاظ والتأخر في توزيع الكتاب المدرسي، شكل موضوع نقص المؤطرين انشغال الوزير، الذي قرر إرسال لجان تحقيق إلى الولايات للوقوف على المشاكل ومعاقبة المسؤولين.وفي ظل كل هذا، تطرق الوزير بصفة مستقلة إلى نقص في التأطير في مادة الرياضيات بالخصوص بسبب تراجع عدد حاملي الشهادات الجامعية في هذا الاختصاص، حيث أوضح أن ”الشعب العلمية حاليا مهجورة بدليل أن نسبة الناجحين في بكالوريا الرياضيات لا تتجاوز 3 بالمائة” من مجموع الناجحين في هذه الشهادة سنويا، مضيفا أن هذه الظاهرة عالمية وليست حكرا على الجزائر الأمر الذي انعكس ”سلبا” على التأطير فيما بعد في المؤسسات التربوية، وداعيا إلى تكثيف الجهود لحث التلاميذ على التوجه نحو الشعب العلمية لا سيما الرياضيات لتجاوز العجز في التأطير مستقبلامن جهة أخرى، عبّر ”بابا احمد” عن استيائه لتأخر التحاق التلاميذ بالمدارس ببعض الولايات الجنوبية بعد أسبوعين من الدخول المدرسي، داعيا المسؤولين التربويين إلى معالجة هذه الوضعية ب”جدية” قائلا ”إنه إذا كان تأخر التلاميذ في الالتحاق بالمدارس يعود لأسباب مناخية فإنه يمكن تغيير تاريخ الدخول المدرسي”. وفي السياق ذاته، أجّل وزير التربية اللقاء مع النقابات للنظر في مطالبها إلى الأسبوع المقبل، مؤكدا أن أبواب الحوار لا تزال مفتوحة، ما يجعل تهديداتها بالدخول في إضرابات ”غير مبررة” على حد قوله، مبديا نيته في تلبية مختلف مطالبها والتفاوض من أجلها على غرار النصوص التطبيقية للقانون الخاص التي تعهد بتسويتها قريبا.