كشفت مصادر من مديرية التربية بباتنة أن مصالح الصحة المدرسية ستستفيد قريبا من عشرة وحدات للكشف والعلاج والمراقبة الصحية عبر عديد المؤسسات التربوية بالولاية، حسب سلم الأولويات، وتقييم الحاجة لدى كل مؤسسة لهذه المرافق الهامة والضرورية، خصوصا بعد أن تم تسجيل عديد الأمراض في الوسط المدرسي بباتنة خلال السنوات الماضية، حسب تقارير اللجنة المختصة التي نوقشت خلال دورات المجلس الشعبي الولائية المنصرمة. وقد تطلب الأمر مزيدا من الجهود في حفظ الصحة المدرسية، حيث استفاد القطاع منذ سنتين وفق مخططات في البرامج السابقة من 4 وحدات قلصت العجز نسبيا في هذا الشأن، على غرار الوحدة التابعة لثانوية مصطفى بن بولعيد بباتنة والخاصة بأمراض ضعف البصر والتخلف الذهني وسط التلاميذ، حسب رئيس مصلحة الصحة المدرسية والنشاط الاجتماعي بمديرية التربية. ويذكر أن العديد من المؤطرين الطبيين في الصحة المدرسية من أطباء وممرضين أكدوا أن الحالة التي تعيشها أغلبية الوحدات الصحية باتت لا تساعد على العمل والتكفل الصحي الأفضل بالتلاميذ، حيث أخذت الأجهزة والمعدات الطبية في الاهتراء منذ زمن طويل ولم تقم المصالح المختصة بتجديدها، لاسيما أرائك جراحة الأسنان التي لم تعد صالحة للاستعمال في معظم المؤسسات، علما أن التسوس وأمراض الفم تنتشر بكثرة في الوسط المدرسي حسب التقارير المختصة، ما أصبح يحتم على الأطباء المدرسيين توجيه التلاميذ إلى الهياكل الخاصة والعمومية لتلقي العلاج والفحص المناسب. من جهتها، أكدت مديرية التربية أنها لا تملك الموارد المالية الكافية لاقتناء التجهيزات الطبية الجديدة ذات الأثمان الباهظة، وناشدت بدورها المنتخبين المحليين ومسؤولي قطاع الصحة بالولاية بأخذ هذا الجانب بعين الاعتبار من خلال العمل على تجديد التجهيزات الطبية داخل الهياكل المدرسية. تجدر الإشارة إلى أن الصحة المدرسية بباتنة يؤطرها 38 طبيبا وأزيد من 60 عونا في الشبه الطبي، وقد تم خلال السنة الماضية تلقيح أزيد من 40 بالمائة من التلاميذ من التلاميذ ضد مختلف الأمراض. كما تتوفر ولاية باتنة حاليا على 39 وحدة مختصة في الصحة المدرسية، وهو عدد يبقى بعيدا عن احتياجات الولاية التي عرفت توسعا في المحيط العمراني مس عاصمة الولاية والكثير من الدوائر والبلديات. وفي ظل نقص الإمكانيات لإنشاء وحدة متابعة في كل مؤسسة تعليمية فإنه يتحتم، حسب المختصين التربويين، تخصيص فرق متنقلة ومزودة بالوسائل اللازمة لمتابعة الحالة الصحية للتلاميذ في المناطق النائية، وهو مطلب أصبح ينادي به الأولياء كذلك خلال السنوات الأخيرة.