أكد المسؤولون الأمنيون العرب أن ”المخاطر التي كانت تتحدث عنها الجزائر بعد الثورات العربية أصبحت واقعا ملموسا لا يمكن التهرب منه لا سيما ما تعلق الأمر بانتشار الأسلحة وتهريب المخدرات”، وهي كلها نشاطات تستغلها المجموعات المسلحة لضرب استقرار وأمن الدول العربية والتي تعاني من مخلفاتها حاليا منطقة الساحل التي أصبحت وكرا لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. أفرزت التحولات السياسية التي شهدتها المنطقة العربية منذ السنة الفارطة أزمات أمنية حادة كان لها التأثير المباشر في انتشار الأسلحة وتهريب المخدرات والمتاجرة بالبشر حسب ما أكده مسؤول أمني عربي. وبيّن الدكتور ”محمد بن علي كومان” الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب ،أمس الأربعاء، في افتتاح المؤتمر العربي ال 15 للمسؤولين عن مكافحة الإرهاب بالعاصمة التونسية أن المنطقة العربية تشهد منذ العام الماضي تحولات سياسية أفرزت أزمات أمنية حادة كان لها التأثير المباشر في تفاقم معدلات الجريمة بشتى أنماطها وانتشار الأسلحة والمتفجرات، تهريب المخدرات، المتاجرة بالبشر وتزايد الهجرة السرية، وهو الخطاب الذي ما فتئت الجزائر تردده في مختلف المحافل الدولية والعربية، حيث لمحت إلى الخطر الذي يحدق بها عبر حدودها لا سيما بعد الثورة الليبية التي عرفت إسقاط نظام الرئيس الراحل العقيد معمر القدافي، حيث ما تزال ليبيا تعاني أزمة أمنية حادة هي من مخلفات تلك الثورة وانتشار الأسلحة من مختلف الأنواع. ويعكف المؤتمر العربي ال 15 للمسؤولين عن مكافحة الإرهاب على تدارس بنود جدول الأعمال المطروحة على بساط البحث من ضمنها التداعيات الأمنية لانتشار الأسلحة في المنطقة العربية والمواجهة الفكرية لظاهرة الإرهاب ودور التقنيات الحديثة في مكافحة هذه الآفة. كما يناقش المسؤولون الأمنيون العرب نتائج تطبيق توصيات المؤتمر العربي ال 14 وتقييم نشاطات مجموعات العمل الفرعية الإجرائية الثلاث، علاوة على عرض تجارب البلدان الأعضاء في محاربة الأعمال الإرهابية، وفي معرض حديثه عن الإنجازات التي حققتها الدول العربية في مجال مكافحة الإرهاب، خلص الدكتور محمد بن علي كومان، إلى القول أن المكافحة الأمنية لهذه الظاهرة الهمجية تبقى غير كافية بل تستدعي عدة مواجهات من ضمنها المواجهة الفكرية لفضح زيف دعاوي خدمة الإسلام وتقديم النصائح للمغرر بهم. وركز على المواجهة الاقتصادية من أجل القضاء على بؤر الفقر وتوفير سبل الحياة الكريمة كما بيّن أهمية المواجهة الاجتماعية بغية تقليص الهوة بين الطبقات وإقامة العدالة الاجتماعية بين شتى الفئات.