تعيش الوحدات الصناعية لمؤسسة سوناطراك بوهران، هذه الأيام، غليانا كبيرا من قبل العمال المؤقتين، الذين يشتغلون بعقود، ومنهم المهندسون الصناعيون الذين دخلوا في حركة احتجاجية أول أمس، بعدما رفض مسؤولو الشركة الاعتراف بشهادتهم الجامعية ومطابقتها لنظام التسيير البشري بالمركبات الصناعية بأرزيو، حيث وجدوا أنفسهم مهددين بالبطالة الإجبارية التي أصبحت تلاحق 212 مهندس في كل التخصصات. وقام هؤلاء الخميس الماضي، على مستوى المنطقة الصناعية لبطيوة بوهران، باحتجاج للتنديد بعملية الإقصاء من مناصب العمل التي وعدوا بها، في الوقت الذي قامت فيه سوناطراك بتكوينهم على اعتبار توظيفهم مباشرة بعد نهاية فترة تربصهم، واستفادوا من تكوين خاص بولاية بومرداس، أشرف عليه كما علمنا من مصادر مطلعة إطارات من الشركة بعدما رصدت لذلك ميزانية قدرت بقيمة 120 مليار سنتيم في العام، وذلك على أساس دعمهم بخبرات ميدانية لمواصلة عملهم في سوناطراك بعد انتهاء فترة التكوين، غير أن الأمر اختلف عن ذلك ولم يأخذ المسار الذي تم توظفيهم لأجله كما كان مفروضا. وحسب المحتجين فقد وقع عليهم خبر عدم قبول شهاداتهم كالصاعقة، بعدما وجدوا أنفسهم قد ضيعوا الكثير من أعمارهم في المؤسسة على أمل الحصول على منصب عمل قار، مباشرة بعد انتهاء فترة تكوينهم، كما تبين أن الشهادات التي سلمت لهم على مستوى بومرداس غير معترف بها كمستوى مؤهل لشغل مناصب التوظيف. وتساءل المحتجون عن جدوى التربص الذي قاموا به، والأموال التي ”التهمت من قبل الإدارة ومسؤولي الشركة بحجة التربص والأموال التي رصدت للتكوين على نفقة الشركة، بعدما كان ذلك التربص في البداية شرطا أساسيا للتوظيف”، مطالبين في السياق ذاته بتدخل وزارة يوسف يوسفي للتحقيق في حقيقة المبلغ المخصص للتربص، وما ”الجدوى منه بعدما كان مسطرا عدم توظيفنا وكذا عدم الاعتراف بشهادة التربص التي استفدنا منها”. من جهتهم، يطالب سكان المنطقة البترولية وشبابها كذلك بالحصول على مناصب شغل في سوناطراك التي أصبحت تمدهم فقط بالتلوث البيئي المنبعث من مركباتها وبالأمراض، لكن التوظيف يستفيد منه أشخاص آخرون خارج المنطقة، ومن كل ولايات الوطن على حساب أبناء أرزيو الذين خنقتهم البطالة، وذلك منذ سنوات بعدما ورثوا ذلك أبا عن جد، دون فائدة ولا أمل في التوظيف.