فنّد، الأمين الوطني للمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ”كناباست”، نوار العربي، خبر حصر الاكتظاظ في ثانويات 10 ولايات فقط دون سواها من باقي ولايات الوطن، مؤكدا أن الظاهرة مست كل الولايات ولكن بتفاوت طفيف من ولاية إلى أخرى، كما استغرب قيام مدراء التربية رفع إحصائيات مغلوطة بتعمد لوزارة التربية الوطنية، وهو ما جعل هذه الأخيرة تتورط في ”مستنقع تبييض الخبر الخاطئ ”. وكشف نوار العربي على هامش الملتقى الجهوي ل ”الكنابيست” الذي شاركت فيه المكاتب الولائية للجهة الغربية من الوطن، عن انعدام التخطيط من طرف الوصاية، لا سيما فيما يتعلق بإنجاز ثانويات دون دراسة مسبقة كفيلة، بفكّ مشكل الضغط على الثانويات، حيث تقام -حسبه- مجمعات سكنية كبيرة دون أن يولى الاهتمام إلى إنجاز مرافق سواء تعليمية بكل الأطوار أو الصحية وغيرها، وهو ما انعكس سلبا بتسجيل اكتظاظ رهيب بحجرات التدريس والتي يفوق في بعضها عدد التلاميذ 45 تلميذا، وهي المعطيات التي لا تشجع بدورها على تقديم العملية التربية في سلاسة تامة، حتى أن الوضع انعكس برمته على صحة الأساتذة. وأبدى نوار العربي، تخوفه من انتشار أوبئة أخرى داخل الأقسام لا سيما في فصل الشتاء، مبينا أن تقديم وتحايل مدراء التربية في مدّ الإحصائيات الدقيقة أثّر سلبيا في تفاقم مشكل الاكتظاظ، وذلك سعيا منهم للتهرب من عقاب الوزارة الوصية على حساب منظومة تربوية أضحت في خطر، وتبرير الواقع المرّ الذي تعيشه الثانويات. وفي السياق ذاته، أكد المصدر نفسه أن أغلبية ثانويات ولايات الوطن تعيش عجزا كبيرا في الأساتذة، على غرار ولاية البليدة التي وصل فيها العجز 165 أستاذ، وقد امتد النقص في التأطير ليشمل العمال المهنيين، أين يسجل نقصا فادحا، إذ لا يعقل -حسبه- تسيير ثانوية بثلة من العمال، وهو ما يطرح مشكل الصيانة المتعددة كما أشار إلى أن العشرات من الأساتذة يعانون من أمراض مزمنة مختلفة وخطيرة، حيث أودعوا ملفات تحويلهم إلى مناصب إدارية تتناسب وقدراتهم الصحية النفسية المنهكة، وإن قرر بعضهم اللجوء إلى رحمة التقاعد فإنّ النسبة ضئيلة جدا.