أمر الرئيس السوداني عمر البشير بإعادة فتح الحدود البرية والنهرية مع جنوب السودان، وفق ما ذكرت الإذاعة الرسمية. وتأتي هذه الخطوة بعدما وقع البشير ونظيره السوداني الجنوبي سلفاكير ميارديت أواخر الشهر الماضي بروتكول تعاون واتفاقا أمنيا في ختام مفاوضات شاقة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ما سمح بتخفيف التوتر بين البلدين، إثر معارك دارت بين قواتهما على الحدود. وقال يومها المتحدث باسم حكومة جنوب السودان برنابا بنجامين، إن "الخرطوم أغلقت فجأة حدودنا التي نستقبل عبرها أغلب البضائع المصنعة". وقالت إذاعة أم درمان الحكومية في نبأ عاجل بثته على خدمتها الإخبارية للرسائل النصية القصيرة أمس، إن "البشير يأمر بفتح المنافذ الحدودية البرية والنهرية مع جنوب السودان"، مشيرة إلى أن القرار اتخذه بعد استقباله سفير السودان الجديد في جنوب السودان الذي يستعد لتسلم مهامه في جوبا. من ناحيتها أوردت وكالة الأنباء الرسمية السودانية (سونا)، أن جلال يوسف الدقير - مساعد الرئيس السوداني - استقبل أمس سفير جنوب السودان في الخرطوم ميان دوت، وأكد له حرص السودان ورغبته في إرساء علاقات متينة مع دولة الجنوب تحقق مصالح الشعبين في كافة المجالات.وأضافت سونا أن الدقير أكد للسفير، أن قمة أديس أبابا بين البشير وسلفاكير - التي عقدت في 27 سبتمبر الماضي- عززت من فرص التعاون في المستقبل، مشددا على استعداد السودان لتقديم كافة المساعدات وترسيخ إمكاناته وخبراته لبناء دولة الجنوب. ونقلت الوكالة عن سفير جوبا قوله عقب اللقاء أن البحث تناول ترتيبات تنفيذ اتفاق التعاون الشامل من قبل الطرفين بجانب القضايا العالقة المتمثلة في الحدود وأبيي. كما أعلن السفير الجنوبي - وفق سونا- عن زيارة لوزير دفاع دولة جنوب السودان واللجنة الأمنية إلى الخرطوم الأربعاء القادم للتشاور بشأن ترتيبات تنفيذ الاتفاقية، مشيرا إلى أن وزير النفط الجنوبي عقد لقاءات مع شركات النفط العاملة في الجنوب استعدادا لاستئناف ضخ النفط بمجرد إجازة الاتفاقية من قبل برلمان ومجلس وزراء حكومة جنوب السودان. وبشأن استئناف عمليات النقل النهري بين البلدين، أشار السفير الجنوبي إلى أنه مرتبط بالاتفاق بشأن قضايا التجارة والحدود بين الجانبين، مشددا على حرص جوبا على تنفيذ اتفاق التعاون الشامل بين البلدين والمضي قدما في تطوير العلاقات بين البلدين. وقال صديق للصحفيين عقب وداعه الرئيس السوداني، إن البشير "أكد لنا أن سقف العلاقات مع دولة جنوب السودان مفتوح وواسع وأنه سيعمل مع كافة مؤسسات الدولة لتطوير العلاقات بين البلدين أملا في فتح كبير في المستقبل". ورغم توقيع بروتوكول تعاون واتفاق أمني في ختام مفاوضات شاقة استمرت أربعة أيام في أديس أبابا، فإن الخرطوموجوبا لم تتفقا على المسائل الحساسة المتعلقة بوضع منطقة أبيي المتنازع عليها وترسيم حدودهما المشتركة، وهي مسائل عالقة منذ انفصال جنوب السودان في جويلية2011 وكاد الخلاف بشأنها يتطور إلى حرب بين البلدين في الربيع. و دارت في مارس وأفريل الماضيين معارك على طول الحدود بين الدولتين، ما زاد المخاوف من تفاقمها وتطورها إلى حرب شاملة بين الطرفين. وعلى إثر ذلك أصدر مجلس الأمن الدولي في ماي الماضي قرارا حمل الرقم 2046 وأمر بوقف فوري للعدائيات وحل القضايا المختلف عليها بالتفاوض بوساطة من الاتحاد الأفريقي. .