"الانباف" و"الكناباست" تحذّران من "ربيع نقابي" وتدعو بابا أحمد إلى إيجاد حلول سريعة لم توف وزارة التربية مجددا بوعودها بخصوص الامتيازات التي أقرتها لصالح أساتذة الفرنسية الذين دعتهم إلى الالتحاق بولايات الجنوب لملء العجز في عدد مؤطري اللغات الأجنبية، حيث يعيش هؤلاء حالة مزرية بسبب عدم ضمان مساكن خاصة أو أي منح لهم، حيث بقي مشروع الرئيس الذي خصص4200 سكن منذ 2008 مجرد وعود فرضت على هؤلاء المبيت في المساجد وفي رواقات الأقسام، والمحظوظين منهم يسكنون في سكانات جماعية ب 22 أستاذا في المسكن الواحد، الأمر الذي جعل ”الانباف” و”الكناباست” تحذر من ربيع نقابي بهذه الولايات قريبا. حالة مأساوية يعيشها أساتذة الشمال الذين انتقلو لولايات الجنوب لتغطية العجز الذي شهدته مختلف مديريات التربية، ورغم تلبيتهم دعوة الوزارة الوصية لإنقاذ مصير تلك المناطق، لم تتحرك الوزارة رفقة مديرياتها لضمان أدنى المستلزمات لهم وفق الوعود التي كانت قد قدمتها سابقا، حسبما نقله عينة صغيرة من ولاية أدرار في تصريح ل”الفجر” بعد أن فشلت كل جهودهم في الظفر ولو بسكن لائق يقيهم شدة حرارة هذه المنطقة البعيدة عن العاصمة، بما يزيد عن 1000 كلم، والتي تتجاوز 50 أحيانا، وبرودتها شتاء التي أكثر قسوة من مناطق الشمال. ونقل هؤلاء الأساتذة، أنه منذ 3سنوات وهم يعانون ويلات عدم توفير مديرية التربية لولاية أدرار، سكنات لأستاذة الشمال، ورغم بناء مؤخرا سكنات جديدة إلا أنه رفضت توزيعها لهم بحجة أنهم لم تتلق تعليمات من طرف وزارة التربية لتوزيعها، رافضة بذلك إنهاء معاناتهم، في الوقت الذي خصصت فيه بعض السكنات الوظيفية الموجودة داخل المؤسسات التربوية إلى أبناء المنطقة. وأكد هؤلاء أن معاناتهم تضاعفت بسبب عدم وجود وكالات خاصة بكراء السكنات، وكذا رفض جل أبناء المنطقة كراء سكناتهم، مؤكدين أنهم يبيتون في مناطق مختلفة طيلة هذه المدة إما بالمساجد، أو في الفنادق، في حين أن آخرون ”أضحوا يبيتون في أروقة الأقسام”، أو عند الأصدقاء، وأكد أحدهم أنه حتى السكنات الجماعية غير متوفرة، حيث منحت مديرية التربية وفي إحدى المناطق سكنا ل 21 أستاذا عازبا يتقاسمون السكن. وفنّد بذلك هؤلاء الأساتذة كل التصريحات التي جاءت على لسان وزارة التربية ومسؤوليها بتوفير سكانات لهم، واعتبروا مشروع 4200 سكن ”كذبة لا وجود لها على أرض الواقع ،والشيء نفسه بالنسبة للمنح”، حيث أكد العديد منهم وهم أساتذة في الثانوي أنهم يتقاضون 40 ألف دج، أي بفارق 5 آلاف فقط مع أساتذة الشمال وهو المبلغ الذي لن يساعد في كراء مسكن، والأخطر في ذلك أنهم عند لجوئهم إلى مديرية التربية غلقت أبوابها في وجههم بحجة أنها تخصص لهم شهريا مبلغ 2000 دج من أجل السكن، ما يجعل السؤال يطرح نفسه ”ماذا سيأتيك من ورقة 2000دج..؟”. ولدى تقديم طلب بالعودة إلى الشمال من خلال طلب تحويل رفضت مديرية التربية طلباتهم حسب هؤلاء الأساتذة بسبب عدم الاستغناء عنهم جراء العجز في مادة الفرنسية، ما جعلهم يهددون بالدخول في إضراب بالاستنجاد بالنقابات على غرار”الانباف” و”الكناباست”، والتهديد الأكبر هو وضع استقالات علما أن 95 بالمائة من أساتذة المنطقة هم الشمال. وفي هذا الصدد، أكد المكلف بالإعلام على مستوى”الكناباست” بوديبة مسعود، أن قضية أساتذة الجنوب لن يسكت عنها، حيث رفعتها النقابة مرارا وتكرارا للوزارة الوصية والذي تنتظر ردا بخصوصهم، مؤكدا فتح قضيتهم في اجتماعهم الأخير بالوزير الجديد، على أن يفتح الملف مجددا في اللقاءات الفردية مستقبلا، لتبني حل جدي لمشاكلهم ومشاكل كل الولايات الأخرى. وهدّد ممثل الكناباست، بالدخول في إضراب وطني في حالة عدم تحرك الوزارة في تسوية المشاكل العالقة التي من أهمها سكنات الجنوب، مطالبا بتخصيص حصص في السكن الاجتماعي لقطاع التربية لإنهاء معاناتهم وتشجيعا لأساتذة الشمال بالانتقال لهذه المناطق. واتهم بوديبة بعض مصالح مديريات التربية بعرقلة توزيع سكانات جماعية للشباب العازبين، وتجاوز القانون على إثر تحويل سكن جماعي بولاية حاسي مسعود، وبطرق ملتوية إلى أحد الأساتذة ليس له حق فيها. من جهته، حذّر المكلف بالإعلام على مستوى ”الانباف” عمراوي مسعود، من ”ربيع نقابي” بولايات الجنوب في الموسم الدراسي الحالي بسبب تراكم مشاكل الأساتذة هناك، غير أنه أكد أن النقابة في الوقت الراهن تنتظر وعود الوزير الجديد بابا أحمد، الذي تعهد بتسوية كل الملفات العالقة، وأكد عمراوي أن النقابة تترقب نتائج اللقاء الذي يرتقب أن يعقد معه قريبا، والذي سيكون فرصة لجس نبض الوزير ومدى تقبله لحل القضايا العالقة قبل اتخاذ أي قرار للدخول في إضراب.