يواصل المبعوث الأممي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، تحركاته لإيجاد مخرج للمعضلة السورية، وسط حديث عن وضعه خطة لنشر قوة لحفظ السلام قوامها 3 آلاف جندي، دون مشاركة القوات الأمريكية والبريطانية، في وقت قررت فيه دمشق حظر رحلات الطائرات التركية فوق أراضيها، وأمام اتهام منظمة هيومن رايتس ووتش الجيش السوري استعماله قنابل عنقودية على مناطق مدنية. أعلنت سوريا أول أمس أنها ستحظر رحلات الطيران المدنية التركية، فوق أراضيها، وذلك بعد بضعة أيام من اعتراض تركيا طائرة ركاب سورية، تنقل ما قالت أنقرة إنه ذخائر روسية الصنع إلى الجيش السوري، في حين قالت منظمة هيومن رايتس ووتش أمس الأحد إن قوات الحكومة السورية أسقطت قنابل عنقودية روسية الصنع على مناطق مدنية في الأسبوع المنصرم بينما تقاتل لانتزاع مكاسب حققتها المعارضة. ووفقا لتقرير المنظمة أسقطت القنابل، من طائرات وطائرات هليكوبتر ووقعت كثيرا من الغارات قرب الطريق السريع الرئيسي، الذي يربط بين الشمال والجنوب والذي يقطع بلدة معرة النعمان في شمال غرب سوريا. وعلى الجبهة السياسية، ذكرت صحيفة صندي تليغراف، أمس، نقلا عن تقارير إعلامية، إن مبعوث السلام إلى سورية، الأخضر الإبراهيمي، وضع خطة لنشر قوة لحفظ السلام في سورية قوامها 3000 جندي يمكن أن تشارك فيها قوات أوروبية لمراقبة أية هدنة بهذا البلد في المستقبل. وقالت الصحيفة إن الإبراهيمي، الذي تولى منصب المبعوث الدولي العربي المشترك إلى سورية الشهر الماضي، أمضى الأسابيع الأخيرة وهو يستطلع البلدان التي ستكون على استعداد للمساهمة في قوة حفظ السلام في سورية، التي من غير المرجح مشاركة القوات البريطانية والأمريكية فيها، بسبب تورطها السابق في العراق وأفغانستان، ويتطلع الإبراهيمي بدلاً من ذلك إلى الدول المساهمة في هذه القوة على الحدود بين لبنان وإسرائيل (يونيفيل) والبالغ قوامها 15 ألف جندي، كونها تتمتع بالبنية التحتية والمعرفة على أرض الواقع التي تحتاج لها أي قوة لحفظ السلام. تأتي هذه المستجدات في ظل احتدام القتال بين الجيش النظامي والجيش الحر وقوى المعارضة الموجودة في الميدان في عدة مدن سوريا، تسفر يوميا عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى.