تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة للتنكيت عن الأسعار الخيالية التي وصلت إليها أضحية العيد لهذه السنة، حيث تدفق العديد من الصور على موقع الفايسبوك تصور حالة العجز التي وصل إليها المواطن البسيط الذي صار يبحث عن حلول حتي لا يفوت سنة الأضحية، مثل الشراء بالتقسيط أو الاشتراك مع أفراد العائلة الواحدة في شراء كبش واحد، أوالبحث عن أضحية تكون في متناول جيبه، مع كون هذا الخيار الأخير شبه مستحيل في ظل الأسعار الجنونية التي بلغتها الأضحية هذه السنة، حيث فاق سعر الكبش العادي 40 ألف دج. حولت الصور التي تداولها موقع فايسبوك المواطن إلى أضحية أو عبد للكبش الذي يبحث عنه، حيث أبرزت واحدة من تلك الصور المواطن معلقا من رجليه وجيوبه متدلية، وقد عمد الكبش إلى إعمال الموس في جيب المواطن، وهي دلالة واضحة على درجة الإفلاس التي وصل إليها المواطن البسيط في رحلة البحث عن الأضحية. وفي السياق ذاته أظهرت إحدى تلك الصور الكبش في شكل علامة هاتف “أيفون” وكتبت تحته “أيفون 5”.. في إشارة إلى أن الكبش دخل دائرة الأشياء الكمالية الغير متاحة للجميع. تباينت الصور المنقولة عبر الفايسبوك، والتي تناولت ارتفاع أسعار الأضاحي، بين تناول الوضع الاجتماعي للمواطن الذي أنهكت جيبه مصاريف المناسبات المختلفة من الدخول الاجتماعي والأعراس وصولا إلى المصاريف اليومية ونهاية بأضحية العيد، ومن جهة أخرى تناولت تلك الصور أيضا المستويات التي وصل إليها الكبش حتى أن بعض الصور أظهرت الكبش يحمل لافتة مكتوب عليها “كبش ب5 ملايين متحصل على ماجستير ويبعبع ب5 لغات”، وهي دلالة على المكانة الاجتماعية التي تبرر وحدها الأسعار المطروحة في الأسواق. صورة أخرى تظهر الكبش وهو يخاطب الناس “أخطونا روحو كلوا الدجاج”، وصورة أخرى تظهر البائع وهو يخاطب مواطنا جاء يبحث عن سعر كبش ب2 مليون سنتيم “هل تأكله هنا أو تحمله معك في صاشي؟”، وكأنه سندويش، وهي أيضا دلالة على استحالة أن يجد اليوم المواطن البسيط في السوق ما يناسب وضعه المادي البسيط. مجموعة أخرى من الصور قدمت وضعية الجزائريين الباحثين عن الحلول حتى لا يفوتوا الأضحية، حيث أظهرت إحدى تلك الصور الكبش يسخر من المواطن قائلا “شراني بالكريدي وفرحان!” وآخر يخاطب مواطن جاء يسأل البائع عن كبش ب2 مليون “أعطيه الهيدورة”، وصورة ثالثة تبرز كبشا يتعارك مع مواطن سأل البائع أن يبيعه الكبش بسعر 2 مليون، وكأنه غضب من هذا المواطن الذي أراد أن يطيح بالطبقة “الراقية” التي صار الكبش يحتلها..