كشفت مصادر عليمة ل”الفجر” أن المصالح الأمنية كانت قد استدعت 9 من إطارات سلك الجمارك يعملون على مستوى ميناء العاصمة، لسماع إفاداتهم حول فضيحة 165 كلغ من مخدرات الهروين عثر عليها في 21 حاوية حليب غبرة موجهة للديوان الوطني للحليب، كانت قد مرت على مختلف الدوريات الرقابية بالميناء لتصل الميناء الجاف الكائن بالحميز، وقد تمت عملية حجزها من قبل عناصر الدرك الوطني. أضافت المصادر ذاتها أن عملية تحليل مخبرية بسيطة كانت وراء تفجير القضية، حيث أنه تم بالخطأ إرسال عينة من الهروين بدل غبرة الحليب للقيام بتحليلها طبقا للشروط المعمول بها عند دخول مواد غذائية عبر الميناء، ليتم إخطار الجهات الأمنية بالأمر من قبل عامل بالديوان الوطني للحليب، وتندلع مباشرة على إثرها تحركات حثيثة، سجل خلالها توافد عناصر الدرك الوطني لمقر الميناء، للاستعلام حول عمل نظام الدورات الرقابية بالميناء، قصد التوصل إلى فهم خلفيات إفلات المخدرات من مختلف الهيئات الرقابية التي يختتمها جهاز السكانير، مع العلم أن الجزائر تملك أفضل ثالث نوع منه في العالم. وكانت حاويات حليب الغبرة قد دخلت ميناء الجزائر مرفوقة بتقرير كابتن باخرة الشحن القادمة من زيلندة الجديدة، لتتوالى تقارير دخول البضاعة ومرورها عبر المفتشية الرئيسية للفروع الجمركية، وفرقة التفتيش الرئيسة للجمارك، لتمر مرة أخرى على المفتشية الرئيسية للعمليات التجارية، وتتم عمليات التحقيق في وثائق استيراد شحنة الحاويات، التي تمر في مرحلة أخيرة على جهاز السكانير المتواجد في الرواق البرتقالي للميناء المخصص لرفع البضائع، بعد مراقبة الإجراءات الإدارية الخاصة ودفع الحقوق والرسوم الجمركية المستحقة. ولم يمكن تعاقب العمليات الرقابية من حجز الكمية إلا بعد التبليغ عنها لدى مصالح الدرك الوطني، التي سارعت لضبطها بحظيرة الحميز، ما طرح عديد علامات الاستفهام التي تنتظر التوضيح، علما أن التحقيقات لكشف ملابسات القضية الخطيرة لا تزال مستمرة إلى حد الساعة. وفي الوقت الذي تتواصل التحقيقات والتحريات في هذه الفضيحة، يبقى الديوان الوطني للحليب في عين الإعصار، حيث سبق وأن عاش على وقع عديد الفضائح التي كانت وراء الإقالات المتعاقبة لمدرائه منذ 2009، فبعد فضيحة اختلاس مديره السابق سنة 2010 مبلغ 100 مليون يورو، أمرت وزارة الفلاحة السنة الفارطة بتنحية مديره العام إثر الوضعية التسييرية الكارثية لهذه المؤسسة، التي تنام وتصحو على وقع تجاوزات خطيرة، ختمتها 165 كيلو من الهروين تواجدت بشكل مبعثر مع كميات من حليب الغبرة داخل 21 حاوية استوردها “الأونيل” من زيلندة الجديدة.