التوسل بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام ليس مما بينه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يفعله هو قطعاً، ولا أحد من أصحابه. بل في صحيح البخاري أن عمر عندما حصل القحط عام الرمادة ذهب إلى المصلى يصلي بالناس صلاة الاستسقاء ثم قال: “اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فتسقينا، وأما إذ قبضته إليك فإنا نتوسل إليك بعم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم”، فدعا العباس فتقدم العباس ودعا بدعائه المشهور الذي قال فيه: “اللهم إنه لم ينزل غضب إلا بمعصية ولم يرفع إلا بتوبة”. ودعا العباس بن عبد المطلب فاستجيب له. فالرسول صلى الله عليه وسلم لم تنقص كرامته بالموت، بل ظلت كرامته عند الله كما هي، ومع ذلك لم يتوسلوا به بعد موته، وإنما توسلوا بعمه الذي هو حي، لأنه هو الذي يدعو، والتوسل إنما هو بدعائه، وإذا لم يفعلوا هذا برسول الله صلى الله عليه وسلم فمن سواه من باب أولى، فهو أعظم الناس جاهاً عند الله عز وجل.