كشفت مصادر تربوية محلية متطابقة ل ”الفجر” أن ما يناهز ال 522 تلميذ من الطورين الابتدائي والمتوسط بولاية أم البواقي، قد سجل انقطاعهم المفاجئ عن الدراسة منذ حوالي شهر لأسباب متفاوتة، وذلك بسبب انعدام الإطعام، النقل المدرسي، التدفئة وتنامي ظاهرة الاعتداءات الجسدية والجنسية. وانقطع التلاميذ عن الدراسة بطريقة مفاجئة عبر 45 مدرسة ابتدائية و12 إكمالية بأم البواقي بمناطق: عين لحمة، الفزقية، أولاد قاسم، أولاد زاي، بئر الشهداء، البلالة، قصر الصبيحي، سيدي أرغيس، عين ببوش، بريش، هنشير تومغني، قرع سعيدة، أولاد زواي، مسكيانة، الجازية، الرحية، واد نيني، بوغرارة السعودي، عين كرشة، العامرية وعين فكرون.. وقد ثبت بعد التحري عن أسباب و بررات غيابهم الطويل عن الدراسة من طرف لجان تربوية أنشئت من طرف المديرية الولائية للتربية بأم البواقي، حسب ذات المصادر، أن ذلك الانقطاع الاضطراري والقسري كان مرده انعدام الإطعام المدرسي، إضافة إلى النقص الفادح في النقل المدرسي البرودة الشديدة وانعدام التدفئة في المدارس، إلى جانب بعد المؤسسات التربوية عن منازل ومساكن التلاميذ الذين انقطعوا عن الدراسة مع العلم أن أغلبهم إناث، حيث أبدى أولياءهم تخوفا شديدا من تعرض بناتهم إلى الاعتداءات الجسدية والجنسية، الاختطافات، المساومات والابتزازات في ظل تسونامي الفساد الأخلاقي الذي يضرب الولاية.. مديرية التربية لولاية أم البواقي ومباشرة بعد تسجيل هذا العدد الكبير للتلاميذ المغادرين لمقاعد الدراسة في أقل من شهر واحد، مع الإشارة أن الدخول المدرسي الرسمي صادف تاريخ 9 سبتمبر الماضي، استنفرت قواعدها وحاولت استدراك الأمور فراسلت أولياء التلاميذ المقاطعين للدراسة طالبة إياهم حثّ أبناءهم على العودة إلى مزاولة الدراسة في أقرب الآجال مطمئنة إياهم أنها ستجد حلولا فورية وجذرية لبعض المشاكل المطروحة محملة مسؤولية ذلك إلى رؤساء البلديات التي تنتمي إليها تلك المدارس. هذا ونشير إلى أن عدد كبير من أولياء التلاميذ وبالتنسيق مع بعض نقابات التربية قد راسلوا الوزير الحالي للتربية الوطنية عبد اللطيف بابا أحمد، مشيرين بأصابع الاتهام إلى المدير الولائي السابق والحالي للتربية بأم البواقي والوزير السابق للتربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد والذين كانوا يتكلمون أكثر مما يعملون.