لايزال القاطنون ببلدية سفيان، في باتنة، ينتظرون الكثير من المشاريع الضرورية وتجسيد مطالب لم تتحقق خلال العهد السابقة للمنتخبين المتعاقبين على المجلس البلدي، ما يجعل ممثلي العهدة القادمة أمام الكثير من الملفات التي تمس الحياة اليومية للمواطن في هذه البلدية الفلاحية المعروفة بإنتاج فاكهة الزيتون. أوضح السكان أن الكثير من المشاريع تم تجسيدها خلال السنوات العشرة الأخيرة و رفعت الغبن عنهم في كثير من المجالات، على غرار إنجاز ثانوية وإكمالية، وفتح فرع للتكوين المهني، وهو ما مكن التلاميذ من التخلص من مشكل الاكتظاظ وانعدام النقل المدرسي. كما مكن الراغبين في تعلم مهنة من الالتحاق بمختلف التخصصات بهذا المركز. وقد استفادت العديد من الأحياء بالبلدية خلال نفس الفترة من الربط بالغاز الطبيعي، ورغم هذا لاتزال العديد من النقائص تشوب حياة القاطنين بالبلدية الذين يتخذون من النشاط الفلاحي وإنتاج الزيتون والمشمش مصدرا رئيسيا للدخل، وهم يرفعون جملة من المطالب، أهمها الغياب التام للصرف الصحي في كثير من الأحياء والاعتماد على الطرق البدائية. كما أن الشبكة المتوافرة مهترئة ولم تعد صالحة للاستعمال. وقد اصطدمت مصالح البلدية بمشكل انعدام الوسائل اللازمة لصيانتها، ما ولد تخوفا لدى المواطنين من اختلاط المياه الشروب بالمياه القذرة وتسجيل إصابات وبائية، وهو ما يستدعي - حسبهم - التحرك السريع من المصالح المعنية من أجل إنهاء المشكل، الذي يضاف إليه افتقار البلدية للوعاء العقاري المخصص لإنجاز المشاريع، ما أبقى على كثير من المخططات دون تجسيد رغم الحاجة الملحة إليها. كما يطرح المواطنون مشكل افتقار البلدية للطرق المعبدة وانتشار الأوحال في فصل الشتاء، ما يعرقل حركة الراجلين وأصحاب المركبات و يولد صعوبات جمة للتلاميذ في الوصول إلى مدارسهم، بالإضافة إلى انعدام الأرصفة وممرات الراجلين. وفي ذات السياق لاتزال الكثير من المناطق والأحياء بالبلدية تفتقر للإنارة العمومية. وحسب أحد المسؤولين بالبلدية فإن أهم عائق يواجه السكان والفلاحين في بلدية سفيان هو محدودية شبكة الكهرباء الريفية التي لم يتم توسيعها منذ ما يزيد عن ال 30 سنة، رغم الزيادة المعتبرة في عدد السكان بسفيان واتساع رقعتها الحضرية من خلال ظهور تجمعات سكنية جديدة. نقص المرافق الصحية هاجس المرضى والحوامل كما يعاني القاطنون ببلدية سفيان من نقص الهياكل الصحية وقاعات العلاج، ما يضطرهم إلى السفر نحو البلديات المجاورة، مثل نڤاوس وبريكة وعاصمة الولاية، من أجل الحصول على أبسط الخدمات الصحية، وهم يطالبون بإنشاء مراكز صحية تضمن لهم التكفل في شتى الفروع الطبية، خاصة طب الأطفال، والنساء الحوامل اللواتي يعانين الأمرّين ويجبرن على المغامرة بحياتهن أثناء ساعات الوضع بقطع مسافات لا تتماشى مع وضعيتهن الصحية، حيث يطالب المواطنون بتسجيل مشروع لعيادة توليد يرونها أكثر من ضرورية بالمنطقة. ومن اللافت للانتباه ببلدية سفيان هو الاكتظاظ الرهيب الذي يشهده المركز البريدي الرئيسي والصعوبات الكبيرة التي يجدها المتعاملون في إجراء مختلف التعاملات البريدية، خصوصا كبار السن الذين يضطرون إلى الوقوف في الطابور ساعات طويلة. وقد اعترف المسؤولون بالبلدية بهذا المشكل وأكدوا على ضرورة تسجيل مشروع لمركز بريدي جديد يفك الضغط عن المركز الرئيسي. من جهة أخرى، تبقى الملاعب الجوارية والمراكز الترفيهية الثقافية حلما بعيد المنال بالنسبة لشبان المنطقة الذي يعاني الكثير منهم البطالة والروتين القاتل، ما حصر يومياتهم في المقاهي والشوارع، وهو ما لا يخلو من خطر الانغماس في براثن الآفات الاجتماعية عوض تمضية الوقت في هواية مفيدة، وهم يطالبون بتمكينهم من حصص من مناصب الشغل في إطار التعاقد أو صيغ ما قبل التشغيل، خصوصا بالنسبة لذوي المؤهلات الجامعية. كما يطالب الشباب الرياضي بإنشاء ملعب وقاعة متعددة الرياضات تكون متنفسا لهم ومكانا يليق بإبراز مواهبهم. .. والفلاحون في انتظار النهوض بزراعة الزيتون وقد أكد حسان نحيلي، رئيس مكتب المستخدمين ببلدية سفيان، أن انشغالات المواطنين على رأس اهتمامات البلدية التي تسعى إلى توسيع وتجديد شبكة المياه الصالحة للشرب والعمل على التغطية الشاملة للأحياء بشبكة الصرف الصحي، مع أخذ مشاكل الفلاحة بعين الاعتبار من خلال إنشاء الحواجز المائية، وهو المطلب الذي طالما رفعه الفلاحون الذين يجدون مشاكل في سقي أراضيهم تضطرهم إلى تكبد مصاريف إضافية، يعتبرونها لا تتماشى مع مدخولهم ولا تشجعهم على الاستمرار في خدمة البساتين ما لم يجدوا المساعدة اللازمة من قبل السلطات المحلية و مصالح الفلاحة بالولاية، علما أن هناك مشروع على المدى المتوسط لجعل البلدية قطبا وطنيا في إنتاج الزيتون بعد أن نجح الكثير من الفلاحين في تحقيق محاصيل وافرة لهذه المادة خلال المواسم الماضية، إلى جانب فاكهة المشمش. وقد أكد ذات المتحدث بأن هناك مشروع لربط منطقة تيفران بشبكة الغاز الطبيعي، بعد أن اشتكى المواطنون في أكثر من مناسبة من افتقاد هذه المادة الطاقوية الضرورية في فصل الشتاء تحديدا، مع الندرة الواضحة في قارورات البوتان وصعوبة وصولها إلى المنطقة، علما أن نسبة التغطية في البلدية بلغت الثمانين بالمائة.