دعا محمود مكي نائب الرئيس المصري كافة التيارات السياسية المعارضة إلى حوار وطني من أجل التوافق حول المواد محل الخلاف في الدستور المصري، لدراسة إمكانية تعديلها قبيل الاستفتاء الذي أكد إجراءه في موعده. فيما أكدت الخارجية الأمريكية على الحوار لحل الأزمة. ويتواصل اعتصام المعارضة أمام قصر الرئاسة وسط تهديدات من الإخوان بمظاهرات مضادة. وقال محمود مكي نائب الرئيس المصري خلال ندوة صحفية أمس بقصر الرئاسة، إن جميع القوى السياسية مدعوة لتقديم مقترحات بشأن المواد محل الخلاف في الدستور المصري المعروض للاستفتاء، من أجل التوصل إلى وضع تصورات في حالة الاستفتاء عليه، مؤكدا إمكانية تعديل المواد قبل الاستفتاء من خلال حوار وطني للتوافق على تعديل المواد المختلف عليها. وأضاف أن الاحتجاجات والاحتجاجات المضادة لا جدوى منها في حل الأزمة السياسية التي تعصف بالثورة المصرية. كما استبعد إمكانية الرجوع عن الاستفتاء معتبرا أن كل المحتجين لديهم مطالب يجب احترامها وتجسيد إرادة الشعب. وفي هذه الأثناء، واصل المتظاهرون “حصار” قصر الرئاسة في القاهرة في اعتصام، غداة مظاهرة حاشدة طالبت الرئيس مرسي بإلغاء الإعلان الدستوري والاستفتاء على الدستور، حيث قاموا بتنصيب خيام أمام قصر الاتحادية الرئاسي في ضاحية مصر الجديدة الذي توافد عليها عشرات الآلاف من المحتجين وحيث بدأ عدد من الباعة الجوالين منذ فجر أمس في اتخاذ مواقع عمل لهم على طول الجدران التي كتبت عليها شعارات معادية برسوم مختلفة. كما واصل المئات من المعارضين الآخرين الاعتصام في ميدان التحرير بوسط القاهرة في عشرات الخيام التي نصبوها منذ نحو أسبوعين. وأطلق عشرات الناشطين دعوات عبر شبكات التواصل الاجتماعي لجمع الأغطية والمواد الغذائية لدعم المحتجين الذين أكدوا أنهم لن يتركوا الميدان قبل أن يلغي مرسي إعلانه الدستوري الذي أصدره في 22 نوفمبر الماضي. وطالبت جبهة الإنقاذ الوطني، التي تضم قوى المعارضة وعلى رأسهم المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، والأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى، والمرشح السابق للرئاسة حمدين صباحي، الرئيس مرسي بإلغاء إعلانه الدستوري. كما طالبته بإلغاء الاستفتاء على مسودة الدستور المقرر في 15 من الشهر الجاري وتشكيل جمعية تأسيسية جديدة تمثل كل أطياف المجتمع المصري تمثيلا حقيقيا ولا تمثل تيارا واحدا كما ذكرت وسائل الاعلام اليوم. من جانبهم دعا الإخوان للاحتجاج أمام القصر الرئاسي ضد “اعتداءات أمس الغاشمة”، وقد عاد مرسي صباح أمس إلى القصر ليباشر مهام عمله، بعد أن ذكرت وكالات الأنباء أمس خبر مغادرته للقصر وقت تصاعد المظاهرات. وفي غضون ذلك، دعت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، أمس، إلى إجراء حوار عاجل بشأن الدستور المصري، يحترم حقوق جميع المواطنين، وذلك عقب مظاهرات نظمتها القوى المعارضة لإجراء الاستفتاء على الدستور بشكله الحالي، حسبما ذكرت وسائل الإعلام.