شدّد وزير الصناعة والمؤسسات المصغرة والمتوسطة وترقية الاستثمار، شريف رحماني، يوم أمس، من قسنطينة خلال زيارته لمركب الجرارات وادي حميم ببلدية الخروب، على ضرورة فتح أبواب المركب على مصراعيه لفائدة طلبة الطور الثانوي وطلبة التكوين المهني من أجل التكوين والتأهيل في مجال الهندسة الميكانيكية، خاصة وأن المركب رائد في هذا الحقل الخاص بصناعة قطع الغيار الذي أضحى يعتمد القائمون في تصنيعه على آخر تقنيات التكنولوجيا. ألح رحماني، في السياق ذاته، على ضرورة خلق شبكة محكمة الوصال بين كل من التكوين، الجامعة والمؤسسات الإنتاجية عبر الوطن، سيما وأن الجهات الوصية قامت مؤخرا بتشخيص جميع المؤسسات الصغيرة منها والمتوسطة المنتجة لقطع الغيار، وذلك بهدف ترقية الاستثمار في هذا الشأن الذي يعول أن تتبوأ فيه عاصمة الشرق الصدارة، خاصة وأنها من المنتظر مستقبلا أن تكون قطبا رائدا في الصناعة الميكانيكية على مستوى شرق البلاد، على اعتبار ما تتمتع به من مقومات كمصنع الجرارات بالخروب ومركب سوناكوم بعين السمارة. وتأتي زيارة شريف رحماني لمركب الجرارات بالخروب في إطار الإصلاح الصناعي المدعم من طرف الحكومة، وإعادة الهيكلة في القطاع الميكانيكي وخاصة العتاد الفلاحي، حيث تم إنشاء مؤسسة مشتركة بين المجمع الأمريكي ”ماسي فرغسون” ومركب الجرارات ”اجكو” بوادي حميم كشريك فني، وكذا الشركات الجزائرية لتصنيع الجرارات الزراعية وتوزيع العتاد الفلاحي. وسيتم في هذا الإطار إنتاج تشكيلة جديدة من الجرارات تحت تسمية ”ماسي فيرغسون”، والتي يتوقع أن تتصاعد نسبة إنتاجها خلال الخمس سنوات القادمة من 3500 خلال سنة 2013 إلى 5 آلاف جرار كحد أدنى. وتدخل هذه الشراكة بين البلدين الأمريكي والجزائري في إطار إستراتيجية التنمية للشريك ”اجكو” ”ماسي فرغسون” الذي يعتزم تطوير صناعة مجموعته من الجرارات الزراعية في القارة الإفريقية، انطلاقا من الجزائر التي تعتبر بوابة إفريقيا الشمالية. وحسب تصريحات وزير الصناعة، الذي وقف على معاينة أول جرار تم تصنيعه بالمركب السالف ذكره بقوة 82 حصانا، أن يتم الشروع في تصنيع المحرك المبرد بالمياه على مستوى ذات المركب مطلع فيفري القادم، وذلك بغرض الحد من عملية استيراد قطع الغيار من الخارج التي لطالما كلفت خزينة الدولة باهظا، مشيرا في هذا الصدد إلى إمكانية خلق العشرات من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عبر محيط كل من سمارة والخروب مستقبلا.