أكد رئيس الحكومة الليبية، علي زيدان، أن بلاده استعجلت غلق حدودها الجنوبية مع الجزائر وباقي جيرانها، لأن ”الجيش الليبي ناشئ ومهمته شبه مستحيلة في أرض صحراوية تزدهر فيها عمليات التهريب من كل الأنواع”. قال رئيس الوزراء الليبي علي زيدان، أمام أعضاء المؤتمر الوطني العام، في رسالة إلى الجزائر والنيجر والتشاد والسودان، إن ”قرار غلق الحدود الجنوبية شأن داخلي بحت لا علاقة له بوجود أي نوع من المشاكل مع هذه الدول”، مؤكدا أنه أبلغ الوزير الأول عبد المالك سلال بذلك، فيما سيتم إبلاغ الدول الأخرى عن طريق سفاراتها في العاصمة طرابلس، كما أكدت الخارجية الليبية من جهتها أن القرار اتخذ بالاتفاق مع الدول المعنية. واعترف ذات المسؤول بتسرع المؤتمر الوطني العام في قرارها، القاضي بغلق الحدود الجنوبية مؤقتا، وإعلان الجنوب منطقة عسكرية عملياتية بالنظر إلى الظروف الأمنية التي تمر بها البلاد، مشددا على أنه ”ما كان يجب اتخاذ قرارات على عجل، خصوصا حين نكون غير قادرين على تطبيقها”. وفي تصريحات إعلامية، أكد الناطق باسم الجيش الليبي، علي الشيخي، أن ليبيا تفكر في إقامة مركز حدودي مع هذه الدول الأربع، محذرا من أن ”أي شخص يدخل أو يخرج من هذه المراكز سيعتبر عميلا متسللا”. وحتى ذلك الحين كان من الممكن اجتياز الحدود من أي نقطة. من جهته، قال المحلل السياسي، الدكتور إسماعيل دبش، في تصريحات ل ”الفجر”، إن كلام زيدان منطقي جدا، خاصة وأن بعد سقوط نظام القذافي لم يكن الجيش الليبي هو من يحمي الحدود، لأنه خرج من معركة كبيرة استنزفته، كما أن الجنوب الليبي عبارة عن قبائل انتشرت فيها الميليشيات التي يبحث كل منها عن الحكم، كما أن ليبيا اليوم لا تملك جيشا بالمفهوم المتعارف عليه، وتصريحات زيدان واقعية جدا. وفي وقت يؤكد فيه المحلل في معهد رويال يونايتد، سرفيسز شاشانك جوشي، أن القوات المسلحة الليبية ضعيفة جدا وتواجه صعوبات في فرض نفسها في المناطق الساحلية المكتظة بالسكان”، يربط المحلل الليبي، صالح السنوسي، قرار غلق الحدود وإعلان الجنوب منطقة عسكرية ب”قلق السلطات حيال محاولات محتملة لزعزعة استقرار البلاد قد يكون وراءها مسؤولون سابقون من نظام القذافي”.