ضيّقت مصالح الأمن بأقصى الجنوب الجزائري، الخناق على جماعات دعم وإسناد الجماعات الإرهابية التي جندتها الجماعات المسلحة في شمال مالي للحصول على المؤونة، الأدوية والأموال، وما يسهل مهام الأخيرة أنها كثيرا ما تلجأ إلى أسلوب ترويع سكان المناطق الحدودية للحصول على مبتغاها. كشفت مصادر أمنية ل ”الفجر”، عن توقيف شابين الأسبوع الماضي، على صلة بجماعات إسناد ودعم الجماعات الإرهابية، بعد حصولها على معلومات مؤكدة تفيد بوجود أشخاص مشبوهين تسللوا عبر الحدود الجزائرية للمدينة يجمعون مؤنا وأدوية لصالح الإرهابيين، ويزرعون الفكر الجهادي وسط شباب المنطقة تحسبا للحرب المقبلة في شمال مالي. وحسب ذات المصادر، أصبحت الجماعات الإرهابية تلجا إلى أسلوب تخويف وترويع السكان لإجبارهم على تقديم يد العون لها، وإلا سيتعرضون إلى التصفية الجسدية، كما أصبحت تجبر سكان الشريط الحدودي على إيوائهم، هربا من ملاحقات الأمن، الذي نجح مؤخرا في تنفيذ عمليات نوعية للإطاحة بمهربين وإرهابيين، ومصادرة أسلحة وسيارات دفع رباعي تم تهربها من ليبيا. وتتوفر مصالح الأمن على معلومات تؤكد أن جماعة الجهاد والتوحيد التي مازالت تحتفظ برهائن دبلوماسيين جزائريين، أرسلت مؤخرا بعض عناصرها لاستقطاب الشباب وتجنيده في صفوفها، مؤكدة أن العائلات الفقيرة هي المستهدفة، حيث تدفع للشباب الملايين مقابل الالتحاق بصفوفها، وتلجأ في الكثير من الأحيان للعزف على الوتر الحساس، لإقناعهم بتوفير حياة كريمة مقابل الجهاد لطرد الغزاة من شمال مالي. وتتوقع مصادرنا، أن يزداد نشاط الجماعات الإرهابية بالجنوب الجزائري بعد موافقة مجلس الأمن على نشر قوات عسكرية بشمال البلاد لطرد الإرهابيين، ما دفعها لرفع درجات التأهب عن طريق تشديد المراقبة على المشتبه فيهم واستثمار المعلومات المحصل عليها في التحقيق لتوقيف المتورطين. وذكرت مصادرنا في ردها عن سؤال حول غلق ليبيا لحدودها مع الجزائر، وهل القرار سيرفع الثقل عن الجيش الجزائري ويحد من تسلل مهربي السلاح، لكن الأمر ليس بهذه السهولة لعدة اعتبارات أهمها شساعة الحدود، قلة إمكانيات الجيش الليبي والأهم خبرة وخطورة جماعات التهريب والميليشيات الليبية، مشيرة إلى أن التخوف الأكبر اليوم من المحتشدات الموجودة على الأراضي الليبية، والتي ستمون مستقبلا الجماعات الإرهابية بالعنصر البشري فضلا عن صفقات التسليح التي تم إبرامها بين الميليشيات الليبية والجماعات الإرهابية مؤخرا، وتغيير المهربين لمسالكهم التقليدية نحو تونس.