القاعدة تهاجم مدينة الخليل والجهاد والتوحيد تواصل هدم الأضرحة استعرضت الجماعات المسلحة النشطة في إقليم الأزواد عضلاتها، وصعّدت اعتداءاتها فور إعلان تاريخ للتدخل العسكري الذي قدرته فرنسا بمنتصف عام 2013، في استفزاز واضح للمجتمع الدولي الذي عبّر عن صدمته من الجرائم المرتكبة في الساحل بعد بتر أيادي عدد من المتهمين، متبوعة بهدم آخر الأضرحة بغاو، والهجوم على مدينة الخليل والاستيلاء على مخزونها من الأسلحة ومعها عشرات السيارات التي وُجهت إلى معاقل القاعدة. إرهابيون يهاجمون مدينة الخليل ويستولون على عدتها وعتادها استولى ما يقارب 240 إرهابي من سلفيي شمال مالي على 30 سيارة دفع رباعي، وأسلحة نوعية من مدينة الخليل المالية على بعد 18 كلم من مدينة برج باجي مختار، في حركة استعراضية بهلوانية بعد أيام قليلة جدا من استصدار قرار أممي يأمر بنشر قوات عسكرية إفريقية بالمنطقة لطردهم منها، ما دفع بالجيش الجزائري لرفع درجات التأهب لمواجهة أي طارئ. كشفت مصادر مطلعة بالحدود الجنوبية الجزائرية، ل ”الفجر”، أن ما يقارب من 240 مسلح من الجماعات الإرهابية كانوا على متن 30 سيارة دفع رباعية نفذوا، صبيحة أمس الأول، هجوما مسلحا على مدينة الخليل المالية على مسافة 18 كلم فقط من مدينة برج باجي مختار الحدودية، علما أن مدينة الخليل ذات الخليط السكاني تعتبر خزان الأسلحة بالمنطقة. وحسب مصادر ”الفجر”، نفذت الجماعات الإرهابية هجومها لساعات، وتمكنت في الصباح من الاستحواذ على 9 سيارات من نوع ”تويوتا ستايشن”، لتؤكد آخر الأنباء، أن العدد وصل إلى 27 سيارة رباعية الدفع، إضافة إلى كميات معتبرة من الأسلحة، بالنظر إلى كميات الأسلحة الموجودة بالمنطقة، ولم تشر مصادرنا إلى وجود أي اشتباكات أو مواجهات مع سكان المدينة. وفي حديثها عن هوية الإرهابيين، الذين نفذوا الهجوم، ذكرت مصادرنا، أنهم من تنظيم ما يعرف بقاعدة المغرب مع إمكانية وجود عناصر للتوحيد والجهاد التي تعمل تحت لوائها. وبعد تنفيذ الاعتداء، سارع الجيش الجزائري إلى رفع درجات التأهب، لمواجهة أية طوارئ، خاصة وأن مدينة الخليل لا تبعد عن الحدود الجزائرية إلا ب 18 كلم. أتباع الأعور يُعيقون جهود الوساطة الجزائرية عبّرت الجماعات الجهادية النشطة في شمال مالي عن رفضها التام للوساطة الجزائرية التي مكنت جماعة أنصار الدين وحركة تحرير الأزواد من جمعهم على طاولة واحدة، وصعّدت هجماتها وأعمالها لتأكيد تمسكها بموقفها المعادي لأي جهود لإحلال الأمن والسلام ، كما أصرت على استفزاز المجتمع الدولي الذي أعرب على لسان ممثلة الاتحاد الأوروبي عن استيائه لما يجري على الساحل. وأعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، عن صدمتها لتدمير مزيد من الأضرحة في تمبكتو، وأورد بيان للناطق باسمها أنها صدمت بشدة للتدمير الوحشي للأضرحة والمواقع المقدسة في تمبكتو، داعية إلى الإسراع في حماية هذا التراث الثقافي والديني الفريد في إفريقيا. وأضافت آشتون أن ما يحصل ”هو مأساة ليس للماليين فحسب بل للعالم أجمع”، مؤكدة أن ”أعمالا مماثلة لن تسهل المفاوضات” التي تدعو إليها الأممالمتحدة بهدف قيام حكومة شرعية في شمال مالي، مكررة ”التزام الاتحاد الأوروبي دعم الماليين والمساعدة في تشكيل حكومة شرعية تبسط سيطرتها على كل أنحاء البلاد”. وفي جويلية وأكتوبر الماضيين، أثار ”أنصار الدين” و”تنظيم قاعدة المغرب” الاستياء عندما هدموا ضريحا داخل حرم المسجد الكبير في المدينة مدرجا على لائحة التراث العالمي المهدد، وهم يعتبرون إجلال الأولياء طقوسا وثنية. ثم عمدوا لاحقا إلى هدم أضرحة أخرى عشية اجتماع دولي في باماكو حول إرسال قوة مسلحة إلى مالي لطردهم من شمال البلاد التي يحتلونها منذ ستة أشهر مع ”حركة التوحيد والجهاد” في غرب إفريقيا. وهذه المرة وقعت أعمال الهدم بعد ثلاثة أيام من تبني مجلس الأمن قرارا يجيز على مراحل وبشروط نشر قوة دولية اعتبارا من سبتمبر 2013 على أقرب تقدير لاستعادة شمال مالي، قوامها 3300 جندي إفريقي. والجمعة، قام إسلاميو ”التوحيد والجهاد” الذين يسيطرون على غاو، ببتر يدي رجلين متهمين بالسرقة وتوعدوا بعقوبات مماثلة ”قريبا”. وفي 29 جوان في أغيلهوك (شمال شرق) قام عناصر من أنصار الدين برجم رجل وامرأة حتى الموت اتهموهما بإنجاب أطفال من غير زواج. للإشارة، عمد المتشددون الذين يسيطرون على شمال مالي إلى تدمير مزيد من الأضرحة في تمبكتو (شمال شرق) غداة قطع أيدي أشخاص اتهموا بالسرقة في غاو، في ما يمكن اعتباره استخفافا بقرار الأممالمتحدة الموافقة على إرسال قوة دولية مسلحة لقتالهم.