أقرّ وزير الداخلية الليبي الجديد عاشور شوايل، أن بعض الميليشيات لديها أجندة خاصة داخل ليبيا وخارجها، وأن لجنة حكومية تعكف حاليا على مناقشة قضية من يرفضون تسليم السلاح الذي يهدد دول الجوار وفي مقدمتهم الجزائر، التي قررت السلطات الجديدة في ليبيا غلق حدودها معها، وفي هذا اعتراف صريح بوجود تهديد حقيقي لدول الجوار وعلى رأسهم الجزائر. كشف الرجل الأول في الداخلية الليبية، عاشور شوايل، في حوار مع وكالة رويترز، ”أن نحو ستة آلاف مسلح بدأوا التدريب لتأهيلهم للعمل ضمن قوات الشرطة في إطار حملة لنزع سلاح الميليشيات التي تعوق عملية الانتقال الديمقراطي في ليبيا، وأنه جرى تشكيل 37 لجنة تدريب للشرطة تعمل تحت سلطة وزارة الداخلية للتعامل مع المجندين الجدد”، مقرا في ذات السياق، أن ”رجال الميليشيات لا يزالون ينظرون إلى الشرطة على أنها إحدى المؤسسات الموسومة بالديكتاتورية التي مارسها القذافي على مدى 42 عاما”، ومضيفا أن عددا من الميليشيات المسلحة في ليبيا تمتلك خطط عمل داخلية وخارجية، مما يرجح الرؤى التي كثيرا ما كنت تدعو إلى التنبه إلى خطورة الوضع، لاسيما مع تفشي السلاح المقرون بالإيديولوجيا القريبة من القاعدة. كما أن هنالك تقارير إعلامية واستخباراتية كثيرة، نبّهت إلى وجود معسكرات تدريب للجماعات الإرهابية في الأراضي الليبية، من أجل توجيه الإرهابيين إلى دول الجوار لاسيما الجزائر ودول الساحل تحديدا، ويأتي تصريح وزير الداخلية الليبي في سياق الاعتراف الضمني بها بطريقة أو بأخرى. وأكد ذات المسؤول، بعد نحو ثلاثة أسابيع من غلق حدودها الجنوبية مع الجزائر، وإعلان الجنوب منطقة عمليات عسكرية، ”أن هناك بعض رجال الميليشيات لهم أجندات خاصة سواء داخل ليبيا أو خارجها، ولديهم مشكلات شخصية تتعلق في معظمها بالخوف من الدولة وتعرضهم للمساءلة ودخول السجن”. وأضاف وزير الداخلية، ”أن هناك عدة أفكار يجري بحثها في لجنة حكومية خاصة للتعامل مع الرافضين للاندماج في الشرطة، دون الإفصاح عن العدد الحقيقي للرافضين تسليم السلاح للسلطات الجديدة في ليبيا”، مشيرا إلى ”أن السلطات ستتواصل معهم لتطلع على احتياجاتهم ومن ثم تحاول تلبيتها”، على أن ملاحظين أبدوا تخوفهم من تجنب الكثيرين من الانضمام إلى جهاز الشرطة، مما يرجح عدة احتمالات لها علاقة بالداخل الليبي أو الخارج، مما يثير شبهة التعاون مع الجماعات الإرهابية عموما في دول المنطقة. يذكر أن رئيس الوزراء الليبي علي زيدان، أكد في تصريحات إعلامية بعد زيارته الأخيرة للجزائر، أن بلاده في مرحلة ما بعد القذافي حريصة على علاقاتها مع أشقائها وعلى عدم إيذائهم، معترفا في تصريحات أخرى، بعد قرار البرلمان الليبي بغلق حدوده مع جيرانه في الجنوب، أن ليبيا استعجلت غلق حدودها مع الجزائر، بالنظر إلى أن ؟؟؟؟؟ الليبي الناشئ لا يملك وحدة من الخبرة ما يمكنه من حماية حدود بلاده بعد انهيار المؤسسات الأمنية في حرب الإطاحة بنظام القذافي، سيما مع التحديات الراهنة وتوتر الأوضاع في الساحل الذي تسيطر عليه جماعات إرهابية متطرفة وجدت في السلاح الليبي فرصة من ذهب.