فرانسوا هولاند ومن ورائه فرنسا الدولة العظمى تشمت من دول الخليج ثمن الحرب التي أعلنتها في مالي، وليس مستبعدا أن يبادر المسؤولون الجزائريون، أطال الله أعمارهم ومتعهم بالصحة والعافية، لدعم فرنسا بالمال الكافي من خزائننا الملأى حتى نكفي الصديق الحميم فرانسوا هولادن ذل السؤال، وحتى نثبت له كرمنا وشهامتنا.. قد نبادر إلى تمويل الحرب في مالي عن طيب خاطر كما فعلنا عندما فتحنا مجالنا الجوي وسمحنا للمقاتلات والراجمات الفرنسية بعبور سمائنا.. وعن طيب خاطر أيضا سنترك خبر الإعلان عن هذا الكرم والسخاء للساسة الفرنسيين ليبينوه للشعب الجزائري الكريم (بالسيف عليه) وليشكروا زملاءهم في الجزائر على نبلهم وشهامتهم وسيثنون على أفضال الشعب الجزائري الشجاع في الحرب المعلنة (رغما عنه) في مالي... قد يقول قائل أن المسؤولين الجزائريين لن يصل بهم الأمر إلى هذه الدرجة ولن يدفعوا فلسا واحدا للفرنسيين في حرب كانوا قبل أيام ضد اندلاعها مفضلين الحوار والحل السليم، فنقول أن التجربة أثبتت ”الرخس” والهوان الذي وصلنا إليه فاق كل التوقعات، وليس مستبعدا أن يصل الأمر بنا إلى تقديم أبنائنا وقودا لهذه الحرب من أجل إرضاء فرنسا وساستها، لأن جميع ما قدمناه من تنازلات وإهدار لماء وجهنا وإخلاف لما عاهدنا عليه شهداءنا غير كاف، وعلينا الموت جميعا من أجل أن تحيا فرنسا عدوة الأمس وحبيبة اليوم... (ما هوش خسارة) إذا انتحر شبابنا غرقا في عرض البحر أو حرقا أمام المرافق العمومية إذا نحن أنفقنا أموالنا المكدسة من أجل نصرة المستضعفين. وفي الأخير يا جماعة الخير هل نعرف السياسة أحسن من مسؤولينا، وهل نعرف مصلحة الجزائر شعبا ووطنا أحسن من هؤلاء الذين ندعي كذبا أنهم يقودوننا إلى الهلاك وبئس المصير. أيها الشعب الجزائري العظيم والمثالي في أخلاقك، اصبر فإن موعدك الجنة...