إضراب التجار والمحامين لمساندة المحتجين عبر تنظيم القاعدة في العراق عن مساندته للاحتجاجات التي يقوم بها سكان الأنبار، معلنا عن مسؤوليته عن اغتيال الناشط السني في الكتلة العراقية عيفان العيساوي، كما استهجن المالكي آخر تصريحات لكل من البارزاني وأوغلو بشأن الأزمة السياسية التي تمر بها العراق، فيما تواصل دخل التجار والمحامين بالموصل في إضراب مفتوح للضغط على الحكومة. تبنى تنظيم القاعدة في العراق في بيان اغتيال النائب السني عيفان العيساوي وسلسلة هجمات دامية وقعت الأسبوع الماضي، مؤكدا في الوقت نفسه دعمه للحركة الاحتجاجية في المدن السنية ضد حكومة نوري المالكي، وهي المرة الأولى التي يعبر فيها التنظيم صراحة عن موقفه تجاه الاحتجاجات التي انطلقت من محافظة الأنبار المعقل السابق للقاعدة في العراق. وقال البيان الذي نشر على مواقع إلكترونية إسلامية “نهنئكم بقطف رأس كلب الأمريكان وذنب الرافضة الصفويين المرتد المجرم عيفان سعدون العيساوي الذي يسر الله للمجاهدين تمزيقه وحاشيته إلى أشلاء وإلحاقه بمن سبقه من شيوخ صحوات العار”. وأضاف البيان الذي يحمل تاريخ 18 جانفي الجاري، أن “هذا المجرم عاند واستكبر وأصر على كفره وخيانته وحربه للمسلمين حتى أدركته منيته على أيدي المجاهدين”. وعلى صعيد آخر، انتقد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، تصريحات رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الأخيرة، داعيا الشعب العراقي إلى التمسك بلغة الحوار وأخذ الحيطة والحذر من الأجندات السياسية والتدخلات الإقليمية. وصرح المالكي في بيان نقله مكتبه الإعلامي إنه في الوقت الذي تسير فيه الأمور إلى الحلول والانفراج الذي يخدم مصالح جميع أبناء الشعب العراقي وينعكس إيجابا على أمن واستقرار العراق نفاجأ بمواقف وتصريحات مضادة من جهات إقليمية ومن شخصيات سياسية عراقية كالبيان الصادر عن رئيس إقليم كردستان والتصريحات غير المسؤولة التي أطلقها وزير الخارجية التركي التي تكشف عن رغبة بإعاقة الحوار بين مكونات الشعب العراقي وإحياء الفتنة الطائفية البغيضة. وأضاف المالكي أن اللجان المشكلة من قبل مجلس الوزراء تبذل أقصى جهودها في التفاعل مع مطالب المتظاهرين وتستجيب للمطالب المشروعة، لاسيما اللجنة التي يرأسها نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني، مبينا أنها نفذت بشكل عملي الكثير من المطالب ومازالت مستمرة بعملها وعقدت لقاءات مع ممثلي المتظاهرين في محافظات الأنبار وصلاح الدين وستلتقي بممثلين عن محافظة نينوى. وكان البارزاني قد أصدر بيانا قال فيه إن “العراق يمر منذ مدة طويلة بأزمة كبيرة بسبب إهمال الخدمات للمواطنين وإقصاء الشركاء وعدم تطبيق الدستور والاتفاقيات”. وأضاف: “وفي الوقت الذي كان واجب الحكومة الاتحادية أن تبادر إلى التعامل بعقلانية من أجل إيجاد حلول، عملت على تفاقم الأزمة بالتهميش والتهديد والإقصاء الذي أدى إلى مضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة”. أما داود أوغلو فقال في تصريحات صحفية إن “سياسة استهداف الشخصيات الوطنية في العراق، التي انتهجها رئيس وزراء العراقي نوري المالكي، خلقت توترا كاد يصل إلى درجة المواجهات المسلحة”. وفي سياق متصل، شهدت مدينة الموصل في شمال العراق أمس الإثنين إضرابا لأصحاب المحال في المدينة احتجاجا على عدم تلبية الحكومة لمطالب المتظاهرين. وذكرت مصادر إعلامية أن غانم العابد أحد قادة اللجان التنظيمية للتظاهرات في الموصل أكد أن نقابة المحامين بالمدينة هي الأخرى قررت الإضراب، موضحا أن الاستجابة كانت كبيرة للإضراب على مستوى المحال التجارية حيث أغلقت أغلب المناطق محلاتها في وسط المدينة ومركزها التجاري. وقد أعلنت نقابة المحامين تضامنها مع اضراب المحلات التجارية وستقوم بالاعتصام داخل المحكمة. ودخل الاعتصام في مدينة الموصل يومه الرابع والعشرين احتجاجا على سياسة رئيس الحكومة نوري المالكي وأكد المعتصمون في ساحة “الأحرار” أن لا مساومة على مطالبهم وخصوصا إطلاق سراح المعتقلات وإلغاء قانون المساءلة والعدالة والمادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب.