تيميمون، هذه البقعة من صحراء الجزائر المترامية الأطراف تبدو كأنها غير معنية تماما بالجانب الآخر من جغرافيا البلد. هنا يطالع المواطنون الجرائد بعد يوم من صدورها والطائرات لا تحط بهذا المطار المتواضع إلا مرة أو مرتين على الأكثر في الأسبوع (كل أربعاء وأحد). هنا يعرف الناس، خاصة منهم التجار، عن مالي والنيجر، أكثر مما يعرفون عن العاصمة وتيزي وزو. هنا يضطر الناس إلى إيقاف السيارات إجباريا لضمان توصيلة إلى وجهتهم، لأن النقل هنا منعدم ولا وجود للأنترنت، وبعض المحظوظين الذين يملكون “الويفي” يعانون الأمرين من أجل تحميل صفحة جريدة بسيطة. تميمون مدينة تعيش شهرا صاخبا واحدا في السنة لتركن إلى الصمت والإهمال 11 شهرا كاملا، حيث تتحول تميميون خلال أعياد رأس السنة وأسبوع المولد النبوي الشريف إلى وجهة سياحية تشهد اهتمام الأجانب وبعض الشماليين الذين يقصدون الجنوب للاستمتاع بمشاهد الغروب وصمت الصحراء، ثم يمتطون الطائرات عائدين إلى فراديس الشمال، تاركين أهل الجنوب لمواجهة مصير الحياة البدائية وكأنهم” زاروا قردة السيرك” للتفرج بضع أيام على يومياتهم. وقد تكفي بعض كلمات الإطراء والإشادة بكرم الجنوبيين لإرضاء ضمير هؤلاء، بينما يعاني أهل تميمون ومعهم مدن الجنوب الكبير من غياب التنمية. فخمسون سنة من الاستقلال لا تعني أحدا الناس. فالأطفال في بعض مناطق تميمون يضطرون إلى الاستعانة بشاحنات القمامة للتنقل إلى مدارسهم، والشبان هنا يواجهون الفراغ.. لا عمل، لا تنمية ولا أفق خارج هذه الكثبان. في حضرة الاهليل، موسيقى الرمل وما لا يراه السواح الوقت هنا يتمطى مثل طفل كسول، الساعات تمتد على هواها دون أن تحاصرها المشاغل والنفاق الذي نمارسه يوميا في مدن الإسمنت والاكتظاظ. مفهوم المسافة أيضا غير متفق عليه بيننا وبين من التقيناهم. فقد يجيبك أي مواطن بسيط ويكون حينها صادقا في كلامه عن المكان الذي تبحث عنه “غير اهنا”، والعبارة قد تعني أن المكان يقع على بعد 200 أو 300 كلم.. والناس يقطعونها براحة تامة مشيا على الأقدام. استيقظنا صباحا على صوت الفراغ بفندق قصر ماسين، أفضل فندق بالمدينة تم افتتاحه عام 2010، وتعود ملكيته إلى أحد أقارب الرئيس الراحل أحمد بن بلة. استغرقنا كل وقتنا في تناول فطور الصباح، فبعض الكسل هنا مباح في الخارج كانت الفرق الفلكلورية قد ملئت الساحة المقابلة لدار الثقافة ذات المبنى المتواضع استعدادا لبدء الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية التي احتضنتها تميمون التي تحتضن أيضا اللغة الزناتية، إحدى أقدم اللهجات الأمازيغية التي إن تراجعت من ألسنة الأجيال الجديدة لكنها مازالت تحتضن الثقافة المحلية في الفرق الفلكلورية وفرق الاهليل، وألسنة كبار الناس الذين مازالوا يروون الحكايات بتلك اللغة. امتزج صوت البارود بالعرض الفلكلوري لفرق الخيالة والمهاري لتصنع لوحة أصيلة لا نشاهدها كثيرا في مدن الإسمنت والنفاق. استمر العرض فترة من الزمن اغتنمها البعض في صرف مخزونه من التعب والضغط الذي جلبه من العاصمة بالرقص. في الجهة المقابلة للعرض كان رجل الأمن مشغولا بتنظيم حركة مرور بعض السيارات، أحدهم قال لنا أن بضعة رجال الشرطة الذين تجمعوا قبالة دار الثقافة جاؤوا من أجل الوفد القادم من العاصمة، لأنه نادرا ما يشاهد ناس البلدة رجال الأمن طالما الكل مسالم، فحوادث السرقة هنا قل ما تحدث حتى أن رجال الأمن قل ما يهتمون بالتشديد على وضع حزام الأمن لأن الناس يحترمون ذلك من تلقاء أنفسهم، قال أحدهم. غير بعيد عن فندق قصر ماسين، أفضل وأرقى فندق بالمدينة يقصده السياح الأجانب، على أطراف المدينة تقع الأحياء المهمشة يقطنها ناس بسطاء جدا لم تجد الحضارة بعد طريقا إليهم. في زيارة خاطفة إلى هذا الحي وضع أحد الشبان أمامنا صورة لأكثر الأحياء فقرا، هذا الشاب الذي تعرفنا عليه صدفة أثناء توقيفنا لسيارة توصلنا من السوق الشعبي البسيط إلى الفندق، تحدث لنا عن مشاكل الشبان تلك التي لا يشاهدها السياح. قال لنا مصطفى إنه يجرب منذ أكثر من سنتين الحصول على قرض في إطار دعم مشاريع تشغيل الشباب لكنه لم ينجح لحد الآن.. هنا أيضا يمكن للغة الوساطة أن تحل كل شيء. الشارع الضاج بالحركة وأصوات الباعة تخلق الألفة بينك و بين المكان، المدينة تمارس طقوس القيلولة بشكل إجباري من الظهر إلى ما بعد العصر، لذا يستحب التسوق باكرا. في هذا السوق البسيط يمكنك أن تجد كل شيء من الفواكه والخضر التي تزرع هنا محليا إلى الفواكه والسلع الإفريقية القادمة من دول الجوار، الحبوب والأعشاب والتذكارات الإفريقية من الخشب والجلود وأشياء أخرى. كان تجوالنا بالسوق يصنع بعض الاستثناء لعدم تعود النساء هنا على التوغل في الأسواق، لكن حضورنا هنا لم يكن للدرجة التي يمكن أن تحدث الاستنكار. كان إقبال الزوار وبعض السياح الأجانب الذين رافقونا كبيرا على الأقمشة التي تستعمل هنا لتغطية الرأس “الشاش” الزوار والسياح يحملون تلك القطع القماشية للتذكار والتباهي بها كموضة في شوارع مدن الإسمنت، ولكنها هنا تحمل ليس للزينة لكن لحماية الوجه و العيون من الزوابع الرملية. وقد تنفع أيضا كحبل لتقييد الجمال أوجلب الماء من الآبار في الصحاري البعيدة أثناء الرحالات التجارية، أوالبحث عن الماء لقطعان الماشية لهذا فبقدر ما كان طول” الشاش” فوق مترين كان أحسن. كنا نركب سيارة حسان الشاب الذي غادر ولاية تيزي وزو إلى الصحراء بحثا عن “الخبزة”، يقول أن الفرصة هنا منعدمة..”لا يمكن أن تكون إقامتي هنا غير عبور فقط”. حسان لديه محل صغير للهواتف النقالة، يقول أن الشباب هنا أغلبهم بطالون، الفتيات يشتغلن في بعض الوظائف الإدارية التي تمنحها مختلف البرامج الشبانية مثل الشبكة الاجتماعية وتشغيل الشباب. وقد يشكل مبلغ ثلاثة آلاف دج التي تتقاضاها البنات ثروة كاملة.. إنها الظروف، يقول حسان، بينما يقضي الرجال وقتهم بين المقاهي والسوق. والمحظوظ من لديه “جنان” يشتغل فيه أو قطعة أرض يعتني بها. قبل أن تودع الشمس أجواء المدينة يصبح الجلوس على حافة مقهى واحتساء الشاي أمرا يستحق العناء، رغم أني كنت المرأة الوحيدة في الفوج الرجالي الذي اقتحم المقهى، لكن لم تكن العيون عدوانية وهي تتفرس ملامح هذه “المخلوقة” التي تجرأت على احتساء الشاي في مجلس رجالي. كان حديث أصدقاء الجلسة ممتعا لحد جلعني أتجاهل بعض نظرات الاستنكار التي تطارد جلستي على طاولة شاي. بعد جلسة الشاي يصبح الاستمتاع بمشهد الغروب في واحات ومرتفعات تميمون أمرا واجبا يستحق التخليد، لأن من لم يشاهد الغروب في تميمون كأنه لم يرى شيئا في حياته. هنا يمكنك الاستمتاع بأجمل مشهد يمكن أن تجود به الطبيعة، خاصة إذا كان متبوعا بعشاء تقليدي في بيت أحد أعيان المنطقة. “جبايلي” صاحب وكالة سياحية، بعفوية أهل الجنوب، استقبلنا في بيته وأهدى لنا سهرة رفقة فرقة محلية أمتعتنا بأنغام الاهليل. القعدة البسيطة حيث يجتمع الأصدقاء على قصعة كسكسي وإبريق شاي والكثير من الضحك، تعيد إلينا بعض العفوية والإنسانية التي تكاد ثقافة “البيتزا” والكراسي المنتصبة على حافات الطرقات تقضي عليها. الأطفال في بعض مناطق تميمون يضطرون إلى الاستعانة بشاحنات القمامة للتنقل إلى مدارسهم، والشبان هنا يواجهون الفراغ.. لا عمل، لا تنمية ولا أفق خارج هذه الكثبان أنين الناي وصوت الطبل وإيقاع أصوات الفرقة تجعل الموسيقى وجبة إضافية، تأخذ بالتقسيط كما يحتسى كوب الشاي على مهل جرعة بعد أخرى. طقوس تجعلك تسافر في ثقافة وطباع أهل الصحراء الذين يفتحون قلوبهم وبيوتهم للغرباء بكرم وعفوية نادرين طارحين التحفظ الأحمق وراء ظهورهم. السيارة تطوي المسافات من تميمون المدينة باتجاه “إغزر”. كانت الشابة كلثوم ابنة المنطقة التي ترافقنا في رحلة الاكتشاف هذه تتطوع بشرح بعض معالم المنطقة. في إغزر تقع إحدى أجمل معالم الطبيعة، مغارة كبيرة تعود إلى العصور الجليدية الأولى هنا استضافتنا جدة كلثوم على طبق محلي وجلسة شاي بسيطة لم يكن يلزمها الكثير حتى تعدها. تأملت عفوية تلك العجوز الوقورة وأنا أستعيد ولائم الزيف والنفاق في الشمال.. ترى كم كان سيلزم أحدنا من استعدادات وهو يستقبل أحد الأصدقاء أوالأهل في زيارة مثل هذه؟ من إغزر إلى فرعون.. كانا نغوص في الرمال حفاة، عبر الواحات توقفنا عند الفقارات واندهشنا من طريقة تقسيم الماء بين البساتين بعدل مدهش وطريقة لا تخضع إلا للأعراف وسلطة الكلمة وشرف الجيرة فقط. تسلقنا الجبال والقصور القديمة وغاصت أقدامنا في الرمال، ركضنا وتزحلقنا تاركين خلفنا كل تعب وضغط مدن القلق والصفيح، بعضنا استعاد طفولته، والبعض الآخر مارس جنونا لم يمارسه منذ سنوات، حتى أساتذة الجامعة الذين جمدتهم البحوث وصفحهم الزيف الأكاديمي اكتشفناهم هنا، كانوا أطفالا يشتاقون للعب. في أعالي القصر الذي يعود تاريخه إلى مئات السنين، كان صوت الريح يأخذنا إلى الأفق البعيدة يتخطى بنا الأزمنة والحكايات التي ترسمها تلك الصخور المنتصبة في أعالي جبال ماتزال لحد اليوم تستعمل للقيلولة في أيام الصيف الحارة والطويلة، كما تستعمل في تخزين الحبوب والمؤن. صوت الماء تحت الصخور ينساب محدثا موسيقى مدهشة بينما أقدامنا استغرقت في الغوص تحت الرمال. من هذه القمة يمكن مشاهدة “الواحة الحمراء” كما يلقبها البعض. الشيخ مولا يروي قصة مولود معمري والاهليل: “معمري لم يهتم يوما بالسياسة” على هذه الطريق مشى قبلكم مولود معمري، قال لنا الحاج مولاي الدليل الذي رافق “الدا المولود” في رحلة البحث في ثنايا موسيقى الاهليل، هذا الشيخ العارف جيدا بدروب الصحراء كان يشرح لنا كم من الرجال والنساء عبروا هذه الدروب رحالة، مغامرون وأولياء صالحون، بعضهم نساء أمثال لالا مريم ولالا ديما، بنات السيخ سيدي موسى مسعود الذي كان أكبر إمام جلب السلم والأمان وعقد صلحا بين قبائل منطقة الڤورارة. بدقة بالغة وبذهن صاف كان الشيخ مولاي يروي قصة لقائه لأول مرة مع مولود معمري في 1971 فيقول:”تعرفت على مولود معمري بفضل الباحث الفرنسي بيار روجيه وسيدة بريطانية نسيت اسمها. بيار روجيه كان يشتغل رفقة مولود معمري، كباحث في التراث الموسيقي، تلقى مكالمة من سيدة بريطانية تطلب منه المساعدة في تسجيل الموسيقي البدوية في الصحراء الجزائرية. عندما قدمت هذه السيدة إلى الجزائر أعطتها وزارة الداخلية تصريحا بالتسجيل ووضعت تحت تصرفها دليلا سياحيا في الطريق قام الدليل بإسماع بيار روجيه موسيقى قال إنه سجلها في “ڤوربي“ بمنطقة شروين، أعجب بيار روجيه بالموسيقى وقال إنه يجب أن يستمع إليها الدا المولود. عندما حمل بيار روجيه التسجيل إلى صاحب “الربوة المنسية” بقي مشدوها فمن جهة هناك اللغة الامازيغية، ومن جهة أخرى الموسيقى ذات اللمسة الخاصة. وهناك الابتهالات الدينية فطلب من بيار روجيه العودة إلى شروين لتسجيل موسيقى الاهليل، لكن عند وصول الباحث الفرنسي رفض السكان أن يلبوا طلبه لأنه كان أجنبيا ذي عيون زرق. ومن عادة الأمازيغي دائما أن يكون متحفظا تجاه من لا يعرفهم يقول الشيخ مولاي. فما كان من بيار روجيه الذي رفض العودة إلى الدا المولود خالي الوفاض أن يقصد رئيس الدائرة ليساعده وعندما أخبره الباحث الفرنسي بأمره، قال له لماذا تذهب إلى شروين لتسجيل الاهليل والاهليل موجود هنا بتميمون، يقول الشيخ مولاي أن رئيس الدائرة أرسل في طلبه وطلب منه تحضير فرقة تؤدي الاهليل حتى يتمكن بيار روجيه من تسجيل الموسيقى، وهكذا تمت الأمور وعندما أخذ بيار روجيه التسجيل، وسمعه مولود معمري قال له يجب أن أقابل صاحب هذه الموسيقى. يقول الشيخ مولاي.. ذات يوم من عام 1971 دق مولود معمري باب بيتي على الثامنة والنصف صباحا ولم أكن قد عرفته من قبل، كنت فقط أسمع باسمه ككاتب وباحث كبير، يومها اكتشفت مولود معمري الإنسان ولم نفترق طيلة سبع سنوات قضاها معمري في تسجيل ودراسة موسيقى الاهليل، وله يعود الفضل في إخراج هذا التراث إلى العالمية. كان يزوروني تباعا في بيتي أوأذهب أنا إليه في العاصمة لترجمة ما يتم تسجيله، ولم نفترق إلى غاية وفاته رحمه الله. يواصل الشيخ مولاي شهادته بشأن مولود معمري، فيقول”لم أقتنع يوما بوفاة معمري بحادث سيارة كيف يمكن أن يسقط جذع الشجرة فقط على سيارة الدا المولود في طريق وطني تعبره الكثير من السيارات باستمرار؟ الدا المولود الإنسان كان يحب النكتة والنقاش المفتوح، كان إنسانا وديعا يتقن الإصغاء للآخر مهما كان الموضوع. عندما يستغرق في موضوع بحثه يكون إنسانا صارما، ولكن عندما ينتهي يمكن أن يتأقلم مع الشرائح العمرية وجميع الناس أيضا. الدا المولود يقول الشيخ مولاي لم يكن يهتم إطلاقا بالسياسة، فطيلة سبع سنوات التي عرفته فيها لم يحدث على الإطلاق أن تحدثنا في أمور السياسية كان كل همه ثقافيا بحتا. يواصل الشيخ مولا حديثه: ”تعرضت للكثير من المضايقات بسبب صداقتي مع معمري، الكثيرون كانوا يعتبرونه معارضا ويحشر أنفه في السياسة، لكن الحقيقة غير ذلك معمري لم يهتم بالسياسة لا من بعيد ولا من قريب، كان يريد تطوير وإخراج التراث الثقافي الجزائري إلى الأضواء. في فندق أحمد بن بلة.. قصة المتصوف الذي عشق الخيمة على مدخل فندق قصر ماسين صورة للرئيس الراحل أحمد بن بلة وزوجته زهرة، وهما يشرفان على غرس نخلة في مدخل الفندق. لاحقا عرفت من صاحب الفندق، سيدي احمد بن شنة، أن ثمة علاقة قرابة عائلية تربطه بالرئيس الراحل. في بيته الذي لا يبعد غير خمسين مترا عن الفندق استقبلنا في سهرة دافئة وفتح أمامنا دفاتر الرئيس الراحل في بعدها الإنساني “كان بن بلة رجلا بسيطا متسامحا، ظل حتى آخر أيامه عاشقا لكتب التاريخ وكرة القدم، تجربة السجن جعلته متصوفا ومتسامحا إلى أبعد الحدود حتى بشأن الذين ظلموه. يتحدث السيد بن شنة عن أيام بن بلة في تميمون فيقول:”كان بن بلة ينوي الاستقرار في تميمون، كان يرتاح كثيرا في قصورها وواحاتها، فقد استقبلته المدينة وأهلها بأعلام القصور والقبائل التي لا تخرجها إلا في أسبوع عيد المولد النبوي الشريف”. كشف السيد بن شنة أن بن بلة في جلساته العائلية لم يكن يتحدث كثيرا عن الماضي، تجربة السجن وسعت من أفقه الإنساني وجعلته أكثر تسامحا كان دائما يقول لمقربيه. إنهم في فجر الاستقلال كانوا مضطرين للتسيير الذاتي للبلاد لأن ما في خزينة الجزائر يومها كان يكفي فقط ل3 أشهر، لهذا سار بن بلة في فلك الدول التي ساعدت الجزائر، لأن الاستعمار الذي بقي متربصا بالبلاد راهن مجددا على سقوطها”. في الإطار ذاته، قال المتحدث إن دولا كثيرة من الخليج خاصة عرضت الإقامة على بن بلة، لكنه كان دائما يرفض وفضل الاستقرار في الجزائر حتى أنه اعتكف في بيته أيام العشرية السوداء لأنه لم يكن يطيق مشاهدة الجزائري يهان على أبواب مطارات العالم، ظل حتى آخر حياته يحب الجزائر ويعشق الصحراء فقد كانت بالنسبة له “أرض الأنبياء”. وبغية تصحيح الكثير من الأخطاء التي يقول السيد بن شنة أنها نسبت إلى الرئيس الراحل تفكر عائلة بن بلة في إنشاء مؤسسة أحمد بن بلة التي ستتكفل بكل ما يتعلق بتاريخ ومواقف الرجل والأرشيف، لأن السيد بن شنة يرى أن بن بلة ظلم كثيرا وتم تحميله نتاج مرحلة سياسية هشة كانت الدولة الوليدة تشهدها. العبور من تيميمون لا معنى له دون زيارة زاوية الشيخ بلقاسم العبور من تميمون لا يمكن أن يكون ذا معنى ما لم تتم زيارة زاوية الشيخ بلقاسم، التي يقام فيها أسبوع المولد النبوي الشريف، في الزاوية التي ينسب أتباعها إلى الخليفة عثمان بن عفان رضيه الله عنه كنوز تراثية ومخطوطات ما زالت تنتظر التحقيق والدراسة، ومازال الناس يتقاطرون من كل حدب و صوب، خاصة في موسم السبوع عندها تخرج تميمون من عزلتها ولو لبضعة أيام. مشاهد تعيدنا إلى تفاصيل رحلة إيزابيلا ابرهارد في دروب الصحراء