يقول الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد رحمه الله في فصل من مذكراته جاء تحت عنوان ”دفن صاحب البشرة السوداء” صفحة 168 ما يلي: (... في سيدي طراد أيضا، دفنت المفكر والمناضل فرانتز فانون، هذه الحقيقة أراد البعض إخفاءها، وحتى في الملتقيات التي تنظم سنويا حول شخصيته وفكره لا يشيرون إلى أن الشاذلي هو من واراه التراب). ويسرد في هذا الفصل بدقة مكان وكيفية دفن الطبيب النفساني المارتينيكي المناضل فرانتز فانون.. وبما أني مؤسس الملتقى الوطني فرانتز فانون بالطارف والمشرف على الإعداد والتحضير له، يمكنني أن أدلي بما شاهدته وعاينته خاصة في الطبعة الأولى التي خصصت لحياة ونضال فانون وتعمدت أن أدعو إليها بعضا من رفاقه من المجاهدين والمناضلين كان في مقدمتهم رئيس الحكومة السابق رضا مالك والمناضلان الكبيران البروفيسور بيار شولي وزوجته الدكتورة كلودين شولي المختصة في علم الاجتماع، اللذان حضرا مراسيم دفن فانون وقدم البروفيسور شولي مداخلة مشفوعة بالصور عرضت عن طريق الداتاشو تكلم فيها بدقة متناهية عن عملية الدفن التي أولتها الحكومة المؤقتة العناية الفائقة نظرا للمكانة المرموقة التي كان يحتلها الدكتور فرانتز فانون ولعل الأستاذ شولي تعمد عدم ذكر الأسماء في مداخلته، وبالفعل لم يرد اسم المرحوم الشاذلي بن جديد سواء في هذه الطبعة أو ما بعدها من طبعات لكني ومن خلال حديث مع الصديق عبد الرحمن رزيق مدير المجاهدين آنذاك بالطارف والموجود حاليا بولاية تبسة علمت بهذا الأمر كما أبلغني استياءه من عدم دعوته للملتقيات التي أقيمت بخصوص فرانتز فانون وأفهمته أن شخصيات من حجم رئيس جمهورية سابق يبت فيها والي الولاية والشخصيات الأجنبية لا يتم دعوتها إلا بموافقة مسبقة من الوزارة الوصية والله وحده يعلم أنني اقترحت اسمه ونسقت مع أحد أصدقائنا المشتركين من أجل ذلك لكن حالت ظروف دون حضور هذا الرجل الطيب الذي لكن له سكان ولاية الطارف وخاصة مجاهدوها الاحترام والتقدير الكبيرين،، وشخصيا لا أشك أبدا في صدق ما جاء به في هذا الشأن وأستغرب مثل استغرابه من عدم الإشارة إليه كما فعلوا مع الدكتور محمد الصغير نقاش المكلف بالصحة في جيش التحرير الوطني.. شخصيا أتمنى أن يكون الأمر مجرد نسيان وليس تناسيا...