لم تجر الهزيمة الثانية التي تكبدها المنتخب الوطني من خلفها سوى البكاء وحالة الغضب وسط الجماهير الجزائرية التي توافدت بأعداد كبيرة على جوهانسبورغ، وهي التي كانت تمني النفس بأن يعود جيل فغولي، لحسن وقادير بالتاج الإفريقي بالنظر إلى الظروف التي سخرت للمنتخب، لكن حالة الإحباط كانت شديدة بعد نهاية مباراة الطوغو، الأمر الذي دفع الأنصار للتعبير عن غضبهم والدخول في مناوشات كلامية وصلت بالبعض إلى رشق اللاعبين بالقارورات وشتمهم لما خلفوه من عار وإقصاء مر في الدورة 29 من كأس أمم إفريقيا. سوداني رد بعنف على مناصر طلب توضيحات كانت الأمور بعد الهزيمة المرة أمام الطوغو تنبئ بأن الجماهير تعيش حالة غليان وغضب شديدة بسبب الإقصاء المبكر، وهذا ما جعلنا نبقى بالقرب من المنتخب لنتابع مع يجري، وإذا بنا نلمح دخول مناصر في مناوشات كلامية مع مهاجم المنتخب، هلال العربي سوداني، لاعب نادي “فيتوريا غيماريش” البرتغالي، والذي بدل أن يتفهم حالة المناصر دخل معه في مناوشات كلامية تحولت إلى شتم وعبارات نابية من لاعب المنتخب تجاه المناصر. المناصر طلب توضيحات وأراد فهم ما يجري لكن الرد كان عنيفا وعلى اعتبار أننا كنا حاضرين في الحادثة، فإننا ننقلها بالشكل الذي جرت فيه، حيث وبعد خروج اللاعبين من غرف الملابس وأثناء توجههم إلى الحافلة، اقترب شاب لا يتجاوز عمره 20 سنة من سوداني وطلب منه توضيحات، وقال له بالحرف الواحد “بهدلتونا وبهدلتو الجزائر بمستواكم الباهت.. نحن تنقلنا من الجزائر من أجلكم وشخصيا صرفت 70 مليونا لأكون هنا وأشجعكم وأنتم اليوم “بهدلتونا” بخروجكم المبكر”، وهنا ثار سوداني في وجه المناصر المسكين وبدأ يشتم فيه بدل أن يسكت أو يقدم تبريرات له، على الأقل يخفف من غضبه وحسرته على الإقصاء. سوداني نسي من أين جاء وأين هو اليوم الغريب في الحادثة التي قام بها هلال سوداني أنه نسي أو تناسى بأن هذا الشعب والمناصر هو من سانده في وقت من الأوقات وشجعه ليبذل مجهودات أكبر ليكون وسط خيرة اللاعبين الجزائريين في المنتخب، لكن ابن مدينة الشلف نسي هذا الأمر، بل نسي حتى من أين جاء وأين هو اليوم، وقد يكون كما قال أحد الحاضرين “التقلاش” و”التفشاش” ورحلات “السفاري” قد غيرت من تفكيره وجعلته ينسى أن هذا المنتخب ضحى لأجله الرجال من أجل إفراح الشعب، ونشر الفرحة وسطهم وليس شتمهم وسبهم بطريقة نابية.