كشفت مصادر ”الفجر” أن الأجهزة الأمنية تحقق في هوية اللاجئين الماليين المتدفقين بشكل واسع على الحدود الجزائرية، هربا من بطش الحرب الدائرة رحاها بسبب سيطرة الإرهابيين على الجزء الشمالي من بلاد مالي، وشرعت في تمييز النازح الفعلي الذي يطلب المساعدات الإنسانية من أولائك الذين يستغلون الوضع للاختباء، والأكثر من ذلك قطع الطريق على المشبوهين في قضايا إرهابية، ومنها الشروع في مخطط إنشاء خنادق عازلة على طول الحدود. أفادت مصادرنا أنه تم إعادة عدد من الماليين الذين قدموا إلى الحدود الجزائرية على أساس أنهم نازحين أو لاجئين، وذلك لأنهم مكثوا في مخيمات تيمياوين فترة من الزمن وعادوا أدراجهم لمدة تجاوزت الثلاثة أشهر ثم تسللوا وسط اللاجئين، لكنه تم التعرف عليهم في وقت تتخوف فيه الأجهزة الأمنية من تسلل إرهابيين أو مقاتلي الحركات المسلحة والتأثير على استقرار المنطقة، حيث أخذت على عاتقها مسؤولية تصفية القوافل الزاحفة على الحدود من الإرهابيين الذين يستغلون مجالات ترحيب الجزائر باللاجئين وفرص استقبالهم للتسلل والاندساس بينهم، والتغلغل داخل منطقتي برج باجي مختار وتيمياوين، ومن ثم التقدم أكثر نحو عمق الجزائر لاستهداف مصالحها. وفي نفس السياق باشرت الأجهزة الأمنية في إنشاء خنادق على طول الحدود التي تعتبر مناطق عبور الجماعات الإرهابية المسلحة وكذا المهربي، حيث لا يتوانى هؤلاء في اختراقها يوميا مستغلين سرعتهم في تجاوزها لدرايتهم الواسعة بخباياها، إذ تساهم هذه الخنادق في تعطيل هؤلاء المخالفين، وبالتالي تمكين قوات الجيش من ملاحقتهم قبل وصولهم المدينة خاصة منه الجزء الحدودي بين برج باجي مختار والخليل المالية التي تعرضت مؤخرا لهجوم من طرف حركة الجهاد والتوحيد، والتي لا تزال تعيش أحداثا دموية آخرها محاولة قتل أحدهم والذي يعتقد أنه مهرب تعرض لمحاولة تصفية حسابات من طرف رفقائه. وأضافت مصادرنا أن مخطط الخنادق قيد الإنشاء ولم ينجز منه حاليا إلا عشرات الكيلومترات، في انتظار تعميمه على كامل الحدود الجنوبية، والذي سيستغرق فترة طويلة من الزمن بالتركيز على مناطق العبور التي أضحى الجيش على دراية بها.