كشفت مصادر ”الفجر” أن الجنود الماليين والنيجيريين يمارسون جرائم التصفية العرقية على سكان غاو بعد إجبار القوات الفرنسية للجهاديين على الانسحاب نحو الجبال، ويلاحق الموالون للحكومة المالية أصحاب البشرة البيضاء، خاصة الجزائريين الذين لا يزالون محجوزين بالمنطقة لعدم تسوية ملفات هوياتهم. قالت مصادرنا إن الأوضاع في غاو ساءت كثيرا بعد دخولها مساء أول أمس من قبل الجنود الماليين المدعومين بجنود نيجيريين في إطار سياسة ملء الفراغ الذي خلفته القوات الفرنسية التي قصفت المنطقة وخلصتها من الإسلاميين المسلحين الذين جثموا على صدور السكان، وأجبروهم على الخضوع لمنهجهم المتشدد، وتطبيق الحدود عليهم خاصة منها قطع الأيادي والجلد وكذا الرجم حتى الموت. ومكنت القوات الفرنسية جنود ”الإكواس” من السيطرة على المنطقة بالكامل، والانتقام من السكان الذين صنفوهم ضمن خانة الإرهابيين، حيث قادوا جرائم تصفية عرقية لا يزال سكان المناطق المحاذية لم يستفيقوا منها لبشاعتها، باستهداف أصحاب البشرة البيضاء من طوارق وعرب الأزواد. وأضافت مصادرنا أن كثيرا من الجزائريين وقعوا ضحية هؤلاء الجنود الذين يحسبونهم على الجماعات الإرهابية التي فرت بجلدها نحو جبل تاغرغارت، وقاموا بتصفيتهم عن بكرة أبيهم بعدما عجزوا عن دخول التراب الوطني لعدم تسوية وثائق هوياتهم، وتعطل مساعيهم الرامية إلى ذلك بعد عملية اختطاف القنصل الجزائري ومرافقيه من مدينة غاو قبل قرابة العام. وكشفت ذات المصادر أن الجنود استولوا على كل ممتلكات السكان بعد قتلهم، وإجبار آخرين على الفرار، ممن أسعفهم الوقت لمغادرة الجحيم نحو الحدود الشمالية في انتظار تمكينه من دخول التراب الجزائري كلاجئ، أو تسوية ملفات هويته والذي يبدو حلا بعيدا بالنظر إلى الأوضاع التي ازدادت سوءا. وتستعد الجزائر لاستقبال وفود أخرى من اللاجئين في الأيام القليلة القادمة، بالنظر إلى المستجدات وعدم تحكم فرنسا في الأوضاع رغم تعهداتها بالوقوف ضد تجاوزات قد يعمد إليها الجيش المالي المتعطش إلى الانتقام، واستعادة المدن الشمالية التي تتوفر فيها على مخزون من الثروات الطبيعية لم يعد يخفى على أي أحد.