أفضت مشاركة المنتخب الوطني في نهائيات كأس أمم إفريقيا واللقاء الأخير الذي سيجمعها يوم الخميس أمام منتخب كوت ديفوار عبارة عن لقاء تحصيل حاصل، فلا النتيجة كما أجمع اللاعبون تهم ولا أي شيء آخر يهم، وهذا ما سيدفع الناخب الوطني لمنح الفرصة للعناصر التي نقلها معه إلى جنوب إفريقيا وفي مقدمتهم صانع ألعاب نادي “سوشو” الفرنسي، رياض بودبوز ليكشف عن إمكانياته ويرد بطريقته على التهيش الذي عاشه في مبارتي تونس والطوغو. الاعتماد على بودبوز يعني تغيير نظام اللعب ومما لا شك فيه أن الاعتماد على رياض بودبوز في المباراة الأخيرة لحساب المجموعة الرابعة سيدفع بالمدرب الوطني لتغيير نظام اللعب، بمعنى أنه سيحافظ على مسترجعين في الوسط ويدفع بصانعي ألعاب هما بودبوز وإلى جانبه فغولي، بينما في الهجوم فإنه سيمنح الفرصة لصاحب الخبرة بزاز وسليماني أو عودية كرأس حربة. لاعب سوشو اشتكى كثيرا من التهميش على هامش المباراة الأخيرة التي جمعت المنتخب الوطني بنظيره الطوغولي. وكان لبودبوز حديث جانبي مع رجال الإعلام، كشف خلاله أنه كان في لياقة جيدة وعلى أتم ااستعداد للمشاركة، لكن بقاءه في كرسي ااحتياط يعود الخيار فيه إلى المدرب، بل طلب من الإعلاميين توجيه السؤال لحليلوزيتش، وهذا ما يوضح في مقابلها أن بودبوز لم يعجبه إطلاقا قرار وضعه خارج الحسابات، رغم ما يمتلكه اللاعب من مهارات فنية وبدنية عالية. قوته في الكرات الثابتة التي لم يستغلها المنتخب سابقا السلاح الذي يملكه رياض بودبوز والذي كان في وسع وحيد حليلوزيتش استغلاله في لقاءي تونس والطوغو، لكنه لم يفعل، هو قوة رياض في الكرات الثابتة ودقته المتناهية في تسديدها، خاصة وأنه يملك قدما يسارية سحرية اكتشفها الجمهور الرياضي في العديد من المناسبات، لكن حليلوزيتش لم يستغل الأمر، وفوت على المنتخب فرصا بالجملة لرياض حتى يفك العقدة والعقم الذي أصاب المنتخب من الناحية الهجومية. بزاز وحليش يعترفان بقلة خبرة العناصر الوطنية ومن جانب آخر، اعترف اللاعبان القديمان في المنتخب، وهما المدافع رفيق حليش والمهاجم ياسين بزا، بأن دورة إفريقية كبيرة تحتاج فيها المنتخبات إلى لاعبين مخضرمين وأصحاب تجربة، مثلما يفعله المنتخب الإيفواري أو الطوغولي أو منتخبات أخرى، بينما هذه الفكرة لا توجد عند “حليلوزيتش”، رغم أن اللاعبين كما قلنا أصرا على أن عنصر الخبرة له نصيب كبير في توجيه المنتخب وقيادته إلى أدوار أحسن. الجمهور الجزائري تحسرعلى غياب زياني وجابو ومن خلال حديثنا لعدد من الأنصار الذين التقيناهم هنا في جنوب إفريقيا أو الإعلاميين والنقاد الذين تجاذبنا معهم أطراف الحديث، وجدنا أن هناك إجماعا كبيرا على عدم توجيه الناخب الوطني دعوته للقائد السابق للمنتخب، كريم زياني الذي يتمتع بكاريزما خاصة ويملك شخصية قوية فوق الميدان، ناهيك عن الخبرة التي يتمتع بها والتي تفيد بشكل كبير المنتخب، بدل نقل لاعبين لا يجلسون حتى على كرسي الاحتياط مثلما هو الحال مع ريال، تجار، وغلام. فيما راح البعض إلى أن صانع ألعاب النادي الإفريقي ووفاق سطيف سابقا، عبد المؤمن جابو، أن إمكانياته وصغر سنه فضلا على نزعته الهجومية الكبيرة التي تسمح له بتقديم السند اللازم للمنتخب، لكن بين هذا وذاك بقي حليلوزيتش متمسكا بقراره وبالغربلة التي دفعته لإبعاد عناصر تعد بالكثير مثل جابو، أو على الأقل استفادة من خبرة زياني.