اشترطت الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، عدم زحف القوات المالية المدعمة بقوات الأكواس إلى كيدال، لتمكين الطائرات الفرنسية المسموح توغلها التحليق في أجواء المدينة لملاحقة الإرهابيين الذين يتحصّنون في جبالها، في وقت سارع الأعور إلى مغادرتها إلى نهر النيجر ضمن استراتجيتها المعروفة في عدم المكوث في مكان واحد لمدة تسمح باقتفاء أثره. كشفت مصادر ”الفجر”، أن قادة الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، راسلت القوات الفرنسية لتعرض عليها مساعدتها في تتبع تحركات الإرهابيين الذين أجبرتهم المعارك الدائرة في غاو اللجوء إلى جبال كيدال التي كانت ولا تزال المعقل الرئيس لجناح تنظيم القاعدة في الساحل الصحراوي، واقترحت التنسيق معها لملاحقتهم بحكم معرفتهم الواسعة لجبل تاغرغار، الذي يتوفر على ثلاثة مسالك تمتد إليه، ووضع يديها عليه يعني غلق منافذ الإرهابيين الذين تحالفوا جميعا في الفترة الأخيرة وتحصنوا فيه في محاولة لمواجهة الهجمة الشرسة عليهم بقيادة القوات الفرنسية المجهزة بأحدث التقنيات العسكرية بالتركيز على الطائرات التي لم تتوان في قصف مواقع الجهاديين في غاو، وشددت الحركة على عرض مساعدتها خاصة وأن الطائرات الفرنسية لن تستطيع قصف الجبل مهما بلغ حجم قذائفها بالنظر الى تركيبته الشبيهة إلى حد كبير بجبال أفغانستان التي استعصت على القوات الأمريكية لفترة طويلة من الزمن وتطلب منها عمليات تمشيط واسعة لاختراقها. وأضافت مصادرنا، أن حركة تحرير الأزواد التي يقودها بلال آغ شريف، اشترطت وقف زحف القوات المالية التي تورطت في مجازر لا إنسانية، وارتكبت جرائم انتقامية في حق الأزواديين وأغلبهم جزائريون أرغمتهم الظروف للتواجد في منطقة غاو بعدما اتهمتهم بالتواطئ مع الإرهابيين في وقت عانوا فيه الأمرّين لمواجهة التشديد الذي فرض عليهم من قبل جماعة أنصار الدين ومعها الجهاد والتوحيد في غرب إفريقيا، التي طبقت عليهم الحدود انطلاقا من محاكمات صورية لعناصر كانوا بارونات في التهريب ولا يمُتّون بصلة إلى الدين الإسلامي الرحيم. وأعربت الحركة عن استعدادها لمواجهة تقدم قوات الأكواس نحو مدينة كيدال التي يسيطر عليها الأزواديون حاليا والدخول معهم في حرب خاصة أمام جرائم التصفية العرقية التي وقف العالم أمامها مدهوشا، وكان السكان قد حذّروا منها في بداية الصراع ولكن تحذيراتهم لم تتعدى حدود تواجدهم ولم تؤخذ بعين الاعتبار. من جهة أخرى، أفادت مصادر ”الفجر”، أن مختار بلمختار المدعو الأعور، غادر جبل تاغرغار بكيدال الذي تتوجه إليه الأنظار لضمه أخطر الإرهابيين في الساحل الصحراوي، واتجه نحو نهر النيجر، وهي طريقته في تضييع ملاحقيه والتشويش على خطط الوصول إليه، إذ لا يمكث في مكان واحد لمدة تسمح بالقبض عليه، ويغادر الأمكنة باستمرار لضمان سلامته خاصة وأنه أصبح المطلوب رقم واحد في العالم.