دخلت، معاهد غربية متخصصة في الشؤون الأمنية، الباب ل”تنوير” الحكومات الغربية المؤيدة للتدخل العسكري بقرب تحول ”الساحل الإفريقي” إلى أحد ”قلاع القاعدة الجديدة” المصدرة للجهاديين في العالم بعد أن كان ”ملاذهم” أفغانستان. أورد مركز ”دراسة الإرهاب الدولي”، في آخر تقرير له، أعقب الاعتداء الإجرامي على منشأة للغاز في تيغنتورين بعين أمناس، وما تبعه من تطورات متسارعة في الشأن الأمني إقليميا بعد التدخل العسكري في مالي، أن ”الساحل الإفريقي” قد يتحول ”إلى أكبر منطقة مصدرة للإرهابيين في العالم بعد أن اكتسبت كل الشروط الحيوية لتجعلها محصنة حتى أكثر من الأرض التي اختارها زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن سابقا” على حد قوله، مضيفا عن ذلك أنها ”اليوم الأرض الاستراتيجية لتجمع المتطوعين للجهاد إلى صحراء المغرب العربي وإفريقيا، قلاع القاعدة الجديدة ووكر المسلحين الإسلاميين الذي يعتقد أنهم سيبلغون أكثر من 30 ألف مقاتل في نهاية 2013”. من جانبه، ينقل تقرير لمجموعة دراسة المعلومات الاستخباراتية في العالم ”سايت انتيليجينس غروب” نداء الجهاديين المتعاطفين معهم في العالم وخصوصا في باريس، ساعات بعد تدخل الفرنسيين في مالي قبل أسابيع، إذ أكدت جماعات مسلحة على صلة بالقاعدة وجماعة أنصار الدين في أزواد شمال مالي تهديدا ووعيدا بعمليات انتقامية جراء تدخل العسكري الفرنسي في مالي وفي الصومال. كما نشر ذات المصدر، تحذيرا من استهداف رمز فرنسا التاريخي وأطول برج فيها ”برج إيفل” وذلك من خلال وضع صورة كتب عليها بالعربية ”قنبلة في المصعد الموجود فيه تكفي لتدميره... لو سقط هذا لخسرت فرنسا الكثير من السياح”. هذا التهديد كتب بالعربية على صورة لبرج ”إيفل” ووزع عبر المواقع الالكترونية لحض متعاطفين مع الجماعات الإرهابية في مالي والتي تتعرض إلى هجوم فرنسي مركز إلى عمليات انتقامية من رموز فرنسا، ما يذكر بالتهديد نفسه الذي كانت تعلنه القاعدة قبل سنة من تفجير برجي التجارة العالميين في أميركا. من جانبها، تقارير إعلامية بريطانية أشارت إلى جني الجماعات الجهادية الناشطة في شمال إفريقيا على تجارة تهريب التبغ والمخدرات التي يكون ”الأعور” قائد كتيبة ”الموقعون بالدماء” في الاعتداء الإرهابي على موقع للغاز في عين أمناس أبرز مسلح يجني أكثر من بليون دولار. ونقل تقرير ”أوبزرفر” البريطانية على لسان مورتن بواز، وهو أحد كبار الباحثين الزملاء في جامعة أوسلو ومحرر مجلة ”العصابات الإفريقية” أن مختار بلمختار ”لم يكن شخصا مهما في تنظيم قاعدة المغرب، وإنما كان مختلفا عن القاعدة وعن بن لادن، ويعرف بوجه عام على أنه أحد رجال العصابات الذين يتصفون بأنهم أكثر عمليا، وأكثر اهتماما بملء جيوبهم عن اهتمامهم بما يسمى بالجهاد”... كما أنه من الواضح أن الدور الهام الذي تقوم به السجائر في تمهيد الطريق أمام الإرهاب لم يلق اهتماما، إلا أنه أصبح ذا أهمية بالغة لوكالات الاستخبارات الغربية أثناء بحثها عن الفرق المتنوعة للقاعدة العاملة في أنحاء منطقة الصحراء.