اتصل مدير إنتاج إحدى الفضائيات التلفزيونية الجزائرية الجديدة بأحد الملحنين المعروفين وطلب منه إعداد أنشودة مطولة عن الذكرى الخمسين للاستقلال، واتصل الملحن بدوره بشاعر معروف وأعدا أغنية جميلة أداها مجموعة من المطربين، وقام الملحن بتسجيلها على حسابه الخاص وصورت وبثتها الفضائيات عدة مرات قبيل وبعد الخامس من جويلية 2012، ولأن الملحن ومدير الإنتاج أصدقاء من زمان فقد كان العقد معنويا بينهما، حيث قدّم الملحن التقديرات المالية التي يتطلبها العمل المنجز وقبله مدير الانتاج الذي لأسباب مهنية استقال من الفضائية، وبقيت المستحقات المالية للفنان وفريقه معلقة فاتصل مئات المرات بمدير الفضائية ومحاسبيها، لكن دون جدوى وظل التماطل والترييث، ثم عدم الرد عليه كلما اتصل.. اضطر الملحن المسكين (لإسكات) صاحب الاستوديو بجزء من مستحقاته المالية وظل (يكذب) مكرها على المطربين الذين تعاملوا معه.. سمعت أخيرا أنه يريد رفع دعوى قضائية ضد هذه القناة، من المؤكد أن الديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة سيكون طرفا فيها باعتبار أن الملحن وكاتب الأغنية أعضاء منتمين إليه.. أسوق هذه الحادثة البسيطة والتي تؤكد على وجود العشرات والمئات من مثيلاتها، هذه الفضائية التي تعطي الدروس في الأخلاق والوطنية وتقدم حصصا دينية واجتماعية من باب أولى أن يستفيد منها أولا مسؤولو هذه القناة قبل غيرهم.. وليدركوا أن الإعلام أخلاق قبل كل شيء، أما هذه الطرق الوسخة، فإنها لا تخدم أحدا.. وليعلم هؤلاء أن حبل الكذب قصير..