”إننا نعيش إحدى أسوأ فترات الانفلات الأخلاقى في جميع المجالات في جزائر اليوم والذي لم نر له مثالا منذ عقود، حيث عمت الرداءة والفساد لسوء أخلاق الناس ولا أحد منا يريد أن يقر بأن سبب ذلك هو سوء الأخلاق! من أين جاء الفاسدون؟ الجواب: هم ليسوا كائنات خيالية، إنهم جزائريون مثلي ومثلك ومثل الرئيس والوزير والجنرال والمدير والوالي ورئيس الدائرة والكمسير ورئيس البلدية والإعلامي والبوليسي والجندي والجدارمي والحرس البلدي وعون أمن الشركة والبواب والأجير والموظف باليوم وبالساعة وحتى المتسول والباندي... إنهم من نفس الطينة التي نشأ فيها الأجداد والآباء ومنها نبت المجاهدون الأطهار - ليس الطايوان - والشهداء الذين عند ربهم يرزقون... فيها تخرج العلماء في كل المجالات والاختصاصات في الدين والدنيا... وبها ترعرع المربون والمعلمون والمسؤولون على تربية وتعليم كل المسؤولين وعلى جميع المستويات. حتى أصحاب الشكارة والبقارة، فالشكارة مصنوعة من بلاستيك الجزائر والمستخرج من بترول الجزائر والبقارة من ”رعيان” الجزائر، ورعوا بمعيز وغنم وبقر الجزائر، فهم من الجزائر ويعيشون في الجزائر ومنهم من كسب وسائل إعلام مقروءة ومرئية. فكل المفسدين إذن من الجزائر وتعلموا الفساد في الجزائر ونخروا به جسدها فانعكس على الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية... الكل يقر بأن فساد الأخلاق هو العامل الرئيسي لمشكلة شعبنا ووطننا... لكن لا أحد يقر بذلك!؟ فمشكلنا الرئيسي هو الأخلاق. إن الأخلاق هي أساس تشييد وبناء الأمم وصدق القائل ”إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا”. فلنبن وطننا على أساس صحيح وقاعدة متينة لا تهزها الرياح ولا أهواء الأنفس وشياطين الإنس والجان... بأن كلا منا ينظف نفسه وبيته وأمام باب داره فمن دون شك سيعم الخير ونقضي على الفساد إن شاء الله...”. تعليق مطول يحمل كثيرا من الشجون والمرارة لصديقنا قادة ولد باباه لخصناه في هذه الفقرة.