قال المبعوث الخاص للرئيس الروسي في مجال التعاون مع الدول الإفريقية ميخائيل مارغيلوف إن ”تسوية النزاع في مالي تصب في مصلحة موسكو”، محذرا من انتشار الإرهاب في الساحل الإفريقي. وأضاف مارغيلوف ”أن السلطات الجزائرية تكافح التطرف داخل البلاد منذ سنوات طويلة، وهي مهتمة جدا أيضا بإلحاق هزيمة بالإرهابيين في مالي حتى لا تجد نفسها على حدود مع مناطق إجرامية إرهابية في الجنوب”. وأكد مارغيلوف في تصريحات إعلامية روسية، مساء أول أمس، أن تسوية النزاع في مالي من مصلحة موسكو أيضا، قائلا ”بعد حربين في الشيشان نخشى من زيادة التطرف الإسلامي أينما كان”، وتابع قائلا إن ”هذه العدوى تنتشر بسهولة وقد تصيب أراضي نائية نسبيا مثل آسيا الوسطى، أي الحدود الجنوبية لروسيا، حيث ليس كل شيء على ما يرام بهذا الشأن”. وحذّر مارغيلوف من أن نشاط الإسلاميين الذي أيقظه ”الربيع العربي” قد يحول أراضي إفريقيا من الساحل وحتى القرن الإفريقي إلى ”قرن التطرف”. ونقلت نفس الوسائل الإعلامية الروسية عن مارغيلوف، الذي تحدث عن الجولة الإفريقية لوزير الخارجية لافروف، قوله إن عودة روسيا إلى إفريقيا قد بدأت، مضيفا ”إذا كان الاتحاد السوفياتي في حقبة الحرب الباردة مشغولا بالجغرافية السياسية في إفريقيا، فالأولوية اليوم للجغرافية الاقتصادية بما في ذلك التوسع الاقتصادي الروسي في هذه القارة”. وكان رئيس الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف قد شدد خلال زيارته للجزائر، على ضرورة تبني الحل السلمي في معالجة الصراعات دون اللجوء إلى التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان المعنية، وهي ”الزاوية التي تنظر منها روسيا إلى الأحداث التي تشهدها منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط وكذا الأحداث المأساوية التي تعيشها سوريا ومالي”. كما حذّر المسؤول الروسي من ”انتشار التطرف في الساحل الإفريقي والذي أخذ أبعادا في التوسع في أراض نائية نسبيا مثل آسيا الوسطى” أي الحدود الجنوبية لروسيا. ويرى الدبلوماسيون الروس أن تبادل الآراء بيّن أن مواقف موسكووالجزائر في القضايا الرئيسية متطابقة ، كما لم تقتصر المباحثات على القضايا السياسية فحسب، بل تعد الجزائر تقليديا من الشركاء الاقتصاديين الأساسيين لروسيا في إفريقيا. وهناك تعاون في مجال استخراج الهيدروكربونات، حيث تعمل شركتا ”غازبروم” و”روس نفط” في الجزائر منذ فترة طويلة، وعلاوة على ذلك، تقوم روسيا بتوريد الحبوب والحديد ومعدات صناعية وعسكرية إلى الجزائر.