شهدت، أول أمس، ثانوية عمارة العسكري بوسط مدينة عنابة، إقدام تلميذ على تمزيق جسده بواسطة قطعة زجاج وأمام مرآى الجميع، بسبب شجار مع أستاذه. وحسب مصادر طبية، فإن الحالة الصحية للتلميذ تدهورت لفقدانه كميات معتبرة من الدم، وقد حولته مصالح الحماية المدنية إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى ابن رشد ولايزال يصارع الموت. محاولة انتحار التلميذ أججت مستوى الغليان في صفوف زملائه، فقد أقدموا على تمزيق وحرق الستائر بالقسم، تنديدا بالوضعية التي وصل إليها التلميذ بعد شجاره مع أستاذه، وهو الأمر الذي زاد في تصعيد الوضع الداخلي بعد هلع تلاميذ الأقسام الأخرى بسبب ألسنة النيران، والدخان المتصاعد من القسم والذي أحدث حالة طوارئ. وتدخلت مصالح الشرطة وعناصر الحماية المدنية لتهدئة الوضع لإخماد ألسنة النيران وامتصاص غضب التلاميذ، كما تدخلت مديرية التربية من خلال تنصيب لجنة خاصة للتكفل النفسي بزملاء التلميذ الذي حاول الانتحار. وأكدت مصادر عليمة، أن مدير التربية بعنابة قد أعلن عن اجتماع طارئ مع مدير وأساتذة ثانوية عمارة العسكري، لتسوية الوضع قبل انزلاقه، خاصة أن قطاع التربية بعنابة قد عرف عدة هزات، آخرها كانت مقتل معلم من طرف محافظ شرطة بساحة مدرسة لخضر سالمي بمنطقة الكرمة بسب خلافات شخصية، الأمر الذي أثّر على تلاميذ المدرسة، والذين تمّ التكفل بهم اجتماعيا ونفسيا لأنهم شاهدوا جريمة قتل بشعة، راح ضحيتها معلمهم بعد تلقيه لخمس طلقات نارية.