دعا المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي، أمس، إلى إجراء محادثات بين المعارضة السورية ”ووفد مقبول” من الحكومة السورية للتوصل إلى حل سياسي للصراع المندلع منذ 23 شهرا. وبعد محادثات في مقر جامعة الدول العربية، قال الإبراهيمي إن المفاوضات قد تبدأ في مقار الأممالمتحدة، ولم يذكر مكانا محددا. وقال الإبراهيمي إنه يعتقد إذا بدأ حوار في مقر الأممالمتحدة بين المعارضة ووفد مقبول من الحكومة السورية فستكون هذه هي بداية الخروج من النفق المظلم، ولم يتضح ما إذا كان تلقى تأكيدا جديدا على رغبة سوريا المشاركة في محادثات مع معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض. في سياق متصل، أكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن وقوع هجوم، أول أمس، على ”قرى سورية شيعية حدودية مع لبنان يقيم فيها لبنانيون”، مشيرا إلى اشتباكات بين هؤلاء اللبنانيين ”الموالين لحزب الله ومسلحي المعارضة” السورية أسفرت عن مقتل عشرة مقاتلين على الأقل، فيما لم يعرف عدد القتلى بين المسلحين الداعمين للنظام.وجاء ذلك بعد ساعات من اتهام المجلس الوطني السوري المعارض الحزب الشيعي ب ”التدخل عسكريا” و”شن هجوم مسلح” في منطقة القصير في محافظة حمص الحدودية مع لبنان لمساندة قوات النظام السوري في معركتها مع المعارضين. كما حمل المجلس في بيان، أمس، الحكومة اللبنانية مسؤولية ”سياسية وأخلاقية” للعمل على ردع هذا ”العدوان”. وأوضح المجلس أن عناصر من حزب الله قامت ”بهجوم مسلح على قرى أبو حوري والبرهانية وسقرجة السورية في منطقة القصير بمحافظة حمص (وسط) ما أوقع ضحايا بين المدنيين السوريين”. وأضاف أن ذلك تسبب ”في تهجير مئات منهم وخلق أجواء من التوتر الطائفي في المنطقة” مشيرا إلى أن ذلك وقع ”باستخدام الحزب أسلحة ثقيلة تحت سمع وبصر قوات النظام السوري”. وحمل البيان الحكومة اللبنانية ”مسؤولية سياسية وأخلاقية في العمل الجاد على ردعه ومنع تكراره” حفاظا على العلاقات الأخوية السورية اللبنانية و”منعا لتورط لبناني في الخوض في الدم السوري الغالي”. وقال البيان إن هذا ”الهجوم يشكل انتهاكا فاضحا للسيادة السورية والقوانين والأعراف الدولية ولميثاق الجامعة العربية. كما يشكل عدوانا على سوريا أرضا وشعبا، وعلى العلاقات السورية اللبنانية”. وطالب المجلس في بيانه الأممالمتحدة والجامعة العربية والرئيس اللبناني ميشال سليمان ”بإدانة هذا العدوان”، معتبرا ”الصمت على هذا التدخل الفظ في الشؤون الداخلية السورية تساهلا في مسألة تهدد السلم والأمن الإقليميين وقبولا بتكرار هذا الفعل غير الأخلاقي الذي يهدف لقمع تطلع الشعب السوري نحو الحرية والكرامة”. وكانت لجان التنسيق المحلية قد أفادت عن ”استمرار الاشتباكات العنيفة بين الجيش الحر وقوات من النظام وعناصر من حزب الله اللبناني الذين يحاولون اقتحام مدينة القصير بالتزامن مع قصف عنيف على القرى والبلدات المحيطة بها”