انتقد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند موقف موسكو من القضية السورية خاصة بعد تصريحات وزير الخارجية الروسي سرغي لافروف التي أقر فيها عدم الضغط على الأسد للتنحي من السلطة، متهما إياه بعرقلة مساعي السلام في دمشق. وقال الرئيس الفرنسي أن فرنسا تدعم الحل السياسي في سوريا وتعمل جاهدة لوضع حد للصراع الدائر بالمنطقة، مطالبا روسيا بالتدخل العاجل لإقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالتنازل عن السلطة لصالح الشرعية وضمان انتقال سلمي وسياسي للحكم في دمشق خدمة للديمقراطية. وأضاف هولاند في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أن باريس ستسعى لإقناع المعارضة السورية بالجلوس إلى طاولة الحوار مع النظام السوري، وهي المفاوضات التي تعرف جمودا بين الطرفين اللذين لم يبادرا إلى إيجاد حل سريع للأزمة التي تتخبط فيها سوريا، ناهيك عن عدم توحد آراء كبرى الدول بشان تدعيم المعارضة السورية في صراعها ضد قوات الأسد. وأضاف هولاند أن فرنسا تجري مشاورات حثيثة مع شركائها تتقدمهم الولاياتالمتحدة من أجل دفع فكرة الوساطة بين الأطراف المتنازعة في سوريا، وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال أنه مقتنع بأن الرئيس السوري بشار الأسد لن يترك السلطة، مكررا عدم وجود نية لدى موسكو لمطالبته بالتنحي عن السلطة. من جانبه صرح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو من العاصمة البريطانية لندن أن المعارضة السورية تعاني من نقص الإمكانيات أمام تفوق قوات النظام، مشيرا إلى ضرورة تقديم مساعدات للمعارضة. من جهة أخرى، دعا التجمع الوطني الحر الذي يضم منشقين عن النظام السوري إلى تشكيل حكومة مؤقتة تدير شؤون المناطق السورية المحررة، وجاء ذلك خلال المؤتمر الأول للتجمع الوطني الحر للعاملين في مؤسسات الدولة السورية الذي احتضنته الدوحة في الدوحة، حيث دعا المشاركون في ختام أشغالهم إلى تشكيل حكومة مؤقتة لإدارة المناطق المحررة وشؤون الدولة في الداخل والخارج، كما صادقوا على وثيقة ”الرؤية السياسية” للتجمع التي تضع أمام عينها مهمة إسقاط النظام في سوريا. ميدانيا تتواصل الاشتباكات بين الجيش السوري الحر وقوات النظام، وأعلن الثوار قصفهم مجمع الثامن من آذار قرب ساحة العباسيين في العاصمة دمشق بعدد من قذائف المدفعية، كما أكد الجيش الحر تقدمه في شرق دمشق وسيطرته على مبنى الصالة الرياضية خلف ساحة العباسيين. في حين وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى غاية أول أمس سقوط 84 قتيلا بنيران قوات النظام معظمهم في دمشق وريفها وحلب وإدلب وحمص.