كشفت مصادر ”الفجر”، أن المعارك الطاحنة بين تنظيم القاعدة في بلاد المغرب بمعية أجنحته التي انشقت عنه وبين القوات الفرنسية اشتدت أكثر في تمبكتو شمال مالي، بعدما بادرت فرنسا إلى إعلان تحررها من الجماعات الإرهابية، وامتدت المواجهات الدامية وانتهت بإسقاط طائرتين. قال أحد سكان تمبكتو في اتصال ب ”الفجر”، إن حدة الاشتباكات بين القوات الفرنسية والجماعات المسلحة عرفت أوجها في تمبكتو ثاني أكبر مدن الشمال المالي بعد غاو، وشهدت قصفا فرنسيا كثيفا على مناطق قيل إنها تأوي أفرادا من التنظيمات المسلحة، حيث تمكنت القوات الفرنسية من تحديد موقع الإرهابيين الذين تخلفوا عن الالتحاق برفاقهم في جبل تاغرغارت، وشنت عملية عسكرية كبيرة للقضاء عليهم، غير أن الطرف الفرنسي فوجئ بحدة الرد على ضرباتها بعدما استعان ”الإرهابيون” بأسلحة متطورة، منها الصواريخ التي هربوها من ليبيا بعد الإطاحة بالعقيد معمر القذافي، وتسرب مختلف أنواع الأسلحة، واستمرت المواجهات أكثر من يوم واحد وإلى غاية مساء أول أمس، ورغم الخسائر البشرية الكبيرة بين الطرفين لم تتمكن أي جهة من تأكيد سيطرتها على الوضع. وأضاف محدثنا أن تنظيم قاعدة المغرب تمكن من إسقاط طائرتين إحداها كانت في الجو تستعد للقصف، في حين أن الأخرى كانت قد أقلعت لتوها من مطار تمبكتو، ولا تزال المواجهات متواصلة بعدما أثارت هلعا وسط السكان الذين أضحوا متخوفين من الطائرات الفرنسية التي لطالما أخطأت أهدافها، وذهب ضحيتها مواطنون عزل استنادا إلى تقارير مغلوطة هدفها تصفية حسابات فقط. وأفادت المصادر ذاتها، أن القوات الفرنسية تسارع إلى القضاء على الإرهابيين قبل حلول فصل الصيف إدراكا منها أن جنودها لن يستطيعوا مقاومة حرارة الشمس التي تتجاوز 50 درجة في صحراء مفتوحة على كل الاحتمالات .